جهات
آخر التطورات في قضية سبتة.. إنزال للجيش، إشتباكات، رصاص، تعنيف للمهاجرين وتسجيل حالة وفاة
الأسبوع. إسحاق الخاطبي
بعد أن أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية يوم أمس الثلاثاء أنها استدعت سفيرة المغرب في مدريد، و أبلغتها عن “إستياء و رفض مدريد” لما آلت إليه الأوضاع بسبب دخول آلاف المهاجرين إلى مدينة سبتة عبر الساحل المغربي، قرر المغرب هو الآخر استدعاء سفيرته في إسبانيا للتشاور بعد أن علم بفحوى الإستدعاء الذي بلغته الوزيرة الإسبانية للسفيرة.
وبالموازاة مع هذه التطورات، قررت الحكومة الإسبانية تعبئة الجيش في مدينة سبتة، بسبب التدفق القياسي للمهاجرين غير الشرعيين، حيث سيحرس الجنود الحدود بالتعاون مع الشرطة الإسبانية، و في هذا الصدد أفاد وزير الداخلية الإسباني “فرناندو غراندي مارلارسكا” بأن قرابة ستة آلاف شخص دخلوا سبتة خلال 24 ساعة، منهم حوالى 1600 قاصر، و حسب ذات المصدر فإنه يتم نقل البالغين من الوافدين إلى ملعب محلي لكرة القدم في إنتظار إعادتهم إلى المغرب، بينما يُرسل القُصَّر إلى مبنى صناعي.
من جهة أخرى أعلنت الشرطة الإسبانية في بيان لها يوم أمس، بأن أكثر من 300 شخص ينحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء حاولوا اجتياز السياج الحدودي لمدينة مليلة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث نجح 85 رجلا وامرأة منهم بالدخول.
ومع وصول الجيش الإسباني لأراضي سبتة شهدت الأوضاع تطورا خطيرا، و ذلك بسبب العنف الذي مارسه الجنود الإسبان ضد المهاجرين العزل، حيث تطور الأمر إلى إشتباكات بين الطرفين، إستعملت خلاله القوات الإسبانية الغازات المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي و رد عليها المهاجرون بالرشق بالحجارة، و قد أسفرت هذه الإشتباكات عن حالة وفاة و جرحى في صفوف المهاجرين، بينما أعلنت السلطات الإسبانية عن إصابة ثلاثة من قواتها بجروح طفيفة.
تتمة المقال تحت الإعلان
المفهوم الموسع لما يسمى **الحالة الانسانية**
اذا كان مجرم البوليساريو يستفيد منها فلما لا أناس غير مجرمين على سبيل الذكر مهاجرين. …
يقال أن الأمن المغربي لم يقم ب”واجبه” لمنع تخطي الحواجز، وأين كانت السلطات من الجهة الأخرى الحواجز تلك ؟، والملاحظ أن هناك انفصام في محتوى ما يقول به الإسبان ومن يدور في فلكهم من الأوربيين،
فهم يدعون ما لا يفعلون ويفترون على الاتفاقيات التي تربط الضفتين، ما يجعل باقي أوربا أنساق وراء إسبانيا مناصرين بعضهم ظالمين أو مظلومين (كيت جيراننا من الجزائر وموريتانيا، الذين يغتنم حكامهم – أو بعضهم – الفرص لإضعاف ابن عمهم)
أن تصطف أوروبا مع أحد مكوناتها في مثل هذه المواضيع، والملاحظ كذلك هي صيغة الحديث التي تعبر بها وسائل إعلامهم ومسؤوليهم على ما يقع بين المغرب وإسبانيا (خصوصا)، فلازال أسلوبهم أسلوبا متغطرسا، رافض للندية المفترضة بين دول ذات سيادة ومستقلة الإرادة بل وحتى بين دول شريكة … !، فلازالت عقلية المستعمر معششة في عقول الأوربيين ورغم ما يتبجحون به من خلال ما يدعونه من محاولة تصالحهم و “أسفهم” عن ماضيهم الإستعماري، فكل تلك الإدعاءات تفندها الأحداث المتواثرة مؤخرا عبر ربوع بلداننا والمغرب بالخصوص، ما يكشف زيف “توبتهم” من الماضي أضف إلى ذلك أنهم يمنون على المغرب ما يرسل من أموال لتحصين الهجرة الغير مشروعة خدمة لهم وليس خدمة للمغرب، كما جاء في تصريحات إسبانية انها “أعطت المغرب رغم الأزمة …” وكأنها صدقة في حين أنها لخدمتهم، وكذلك إعلام فرنسا المرئي الذي وإن أشار أن سبب ما يقع بسبب استقبال الإنفصالي “غالي”، لكنها لم تقل ب”استقباله بجواز واسم مزور”، متحايلة بذلك على الرأي العام وترتيبا للإصطفاف مع إسبانيا ومعاداة المغرب هي كذلك
يبقى الأمل أن يتم تدبير الأحداث بشكل يكفل كرامة المغرب، … فالأعداء كثر
السؤال هو: هل يمكن أن يستدعى هذا الإنفصالي ويستمع إليه ويخرج منها لعدم كفاية الأدلة للمنسوب إليه ؟، … كل شيء جائز
المهم أن يساءل حول كيف دخل بجواز سفر مزور، وهذا الثابت (لنقل ذلك)، والذي يعني السلطات الإسبانية خصوصا، وما هو حجم من ساعدوه في ذلك إن على مستوى تمكينه من وثائق مزورة وعلى مستوى غض الطرف على دخوله بتلك الوثائق …، وألا يكتفي قرار قضائهم بترحيله كما يرحل المهاجرين الغير شرعيين عادة، فصفة الشخص هذا غير عادية، إن على مستوى ما يدعي تمثيله هو من وراءه وإن على مستوى أهمية العلاقة المفترضة بين الأطراف المعنية وهي المغرب الذي حمل هذا الشخص السلاح ضده وحرض على ذلك وعلى وحدته الترابية وإسبانيا التي “انتهكت” حرمة حدودها وتم “استغباؤها” والجزائر التي تحتضن هذا الشخص وما له من أهمية عندها ما يعني معه أنه وأزلامه لم يوفروا الوثائق دون علم الجزائر
ما يحيلنا الى استنتاج أن الموضوع أكبر من أشخاص بعينهم، والمسألة لها ما بعدها، أكيد أن الحركة فيها بركة، ولعل في الأمر خير فالعالم يعيش تحولات غير مرئية لكنها محسوسة والحكمة تقتضي انتهاز الفرص وأحيانا خلقها وبشكل محسوب