تحولت المقبرة الإسلامية والمعروفة بـ”باب المقابر” بتطوان، إلى مطرح لرمي الأزبال بكل أنواعها، وخاصة مخلفات البناء، سواء الذي يتم داخل المدينة العتيقة أو خارجها، حيث يُلقى بها في المقبرة وعلى أسوارها، مما يؤثر بشكل سلبي على حرمة المقبرة ومحيطها.
ويقصد العديد من المواطنين المقبرة الإسلامية من أجل رمي النفايات المنزلية بها، إضافة إلى النفايات الصلبة ومواد البناء، كما أن الأغنام ترعى فيها، دون احترام حرمة الأموات، وهو التصرف الذي يرفضه السكان الغيورون على مدينتهم، جملة وتفصيلا، لكونه فعل دخيل على المدينة، لاسيما رمي كميات كبيرة من النفايات بجانب القبور.
ويستفحل هذا الوضع نتيجة غياب الجهات المعنية التي ساهمت بدورها في هذه الكارثة البيئية، بصمتها تجاه هذا الموضوع وتغاضيها عنه، مما سمح أو شجع على إلقاء النفايات بالمقبرة التي أصبحت في وضعية مزرية، بسبب غياب الحس المدني ولامبالاة بعض المواطنين بحرمة الموتى المنتهكة، بعد تحول المقبرة إلى مطرح عشوائي للنفايات، إضافة إلى انتشار ظاهرة التسول وممارسة الشعوذة، حسب العديد من المتتبعين لأوضاع المقبرة.
كما تعاني المقبرة الإسلامية من انتشار الحشائش الضارة والطويلة التي يبلغ ارتفاعها أحيانا مترين سواء في المقبرة العالية أو المقبرة السفلية، حيث يستغلها بعض مربي الأغنام لتحويلها إلى مرعى لماشيتهم، وهذا ما يسبب أضرارا بالغة للقبور.
وحسب شهادات بعض الشباب الذين تطوعوا لتنظيف هذه المقبرة، فلقد واجهتهم صعوبات لإنجاز تدخلهم من أجل تنظيفها، وذلك بسبب انتشار أغراض مستخدمة في السحر والشعوذة كما هو ظاهر في الصورة، بحيث سبق أن عثر العديد من المتطوعين خلال حملتهم التطوعية، على أعمال الشعوذة، من تمائم داخل القبور، وصور لشباب وشابات وضعت عليها أقفال حديدية، وأخرى بينها عيدان مشدودة بخيوط.. وهي أعمال سحرية تستعمل غالبا للتفريق والطلاق والعقم وإنزال الفقر بالمسحور وغيرها.
وتناشد ساكنة تطوان الجهات المسؤولة، من أجل التدخل العاجل لوقف مثل هذه الأعمال، وكذا منع الرمي العشوائي للنفايات على مستوى مدخل المقبرة وبعض زواياها، وتخصيص عمال من أجل تنظيف المقبرة وتنقيتها من الحشائش الضارة، التي أخذت هي الأخرى حيزا كبيرا من مساحة المقبرة.