كواليس الأخبار

تحت الأضواء | تركيا “تتطاول” على لجنة القدس بالتزامن مع أزمة الأقصى

ما علاقة أردوغان بفلسطين؟

الرباط. الأسبوع

    حاولت تركيا في الأيام الأخيرة، الظهور بمظهر المدافع الشرس عن الفلسطينيين، من خلال سلسلة اتصالات مع مجموعة من البلدان لحشد ما سمته “دعم القضية”، ورغم أن العلاقات التركية الإسرائيلية معروفة، حيث يسجل التاريخ أن مندوب أنقرة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، امتنع عن التصويت لصالح مشروع قرار تبنته المنظمة لسحب السيادة الإسرائيلية عن مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967، فضلا عن تصريحات أردوغان، التي يؤكد فيها دائما عن رغبته في إقامة علاقات أفضل مع سلطة الاحتلال، ما يجعل انتقاده لإسرائيل أقرب إلى الابتزاز.

آخر المناورات التركية، هي التحركات التي باشرتها الدبلوماسية التركية، لمحاولة الظهور كصاحبة الفضل في الدعوة إلى اجتماع للجنة القدس الشريف التي يترأسها الملك محمد السادس، والتي تأسست تاريخيا بتوصية من مؤسسها ورئيسها السابق، الملك الراحل الحسن الثاني، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في القدس في حق الفلسطينيين.

ولم تعد الأخبار القادمة من فلسطين تبعث على الاطمئنان، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، أن عشرين شخصا قتلوا وأصيب 65 آخرون بجروح، ونقل عدد منهم إلى مستشفى بيت حانون في شمال قطاع غزة، فيما أعلنت مصادر أخرى عن مقتل تسعة فلسطينيين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وقيادي في حركة حماس، وكانت هذه حصيلة أولية فقط بعدما أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات جوية على شمال القطاع مستهدفا قياديا في حماس، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، أن “سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بمهاجمة مواقع حماس، ردا على هجمات صاروخية انطلقت من المنطقة الساحلية الفلسطينية”.

المغرب بصفته رئيسا للجنة القدس، لم يتردد في إدانة المعطيات على الأرض، حيث قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: ((إن المملكة المغربية تابعت بقلق بالغ، الأحداث العنيفة المتواترة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى))، وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، أن ((المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، تعتبر هذه الانتهاكات عملا مرفوضا ومن شأنها أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان))، معتبرة أن ((الإجراءات الأحادية الجانب، ليست هي الحل، وتدعو إلى تغليب الحوار واحترام الحقوق))، مؤكدة على ((ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس وحماية الطابع الإسلامي للمدينة وحرمة المسجد الأقصى المبارك)).

هكذا إذن، طالب المغرب باحترام هيبة المسجد الأقصى، لكن مبادرة تركيا التي انطلقت مؤخرا، هي أقرب إلى التشويش، حيث استهدفت الدعاية لتركيا كصاحبة الفضل في مبادرة عقد اجتماع للجنة القدس، وقالت المواقع التركية: ((إن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تباحث مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، حول الخطوات المزمع اتخاذها لعقد اجتماع للجنة القدس، وحث المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة، على التحرك))، حسب ما نقلته وكالة “الأناضول” عن مصادر دبلوماسية.

بأي صفة يتحدث ممثل تركيا عن لجنة القدس؟ هذا هو السؤال الذي طرحه المتتبعون، لأن دور تركيا في القضية الفلسطينية معروف، ولكن وسائل الإعلام التركية، وبعض وسائل الإعلام الدولية، جمعت كل المتناقضات في قصاصاتها لتقول: ((إن التحرك التركي الواسع الداعم للقدس والفلسطينيين، تصدر ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية، الرافضة لاعتداءات إسرائيل المتواصلة على المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى، والعدوان على قطاع غزة.. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة اتصالات مع عدد من القادة والمسؤولين، منذ يوم الإثنين، أكد خلالها على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وبحث خطوات حشد موقف عربي ودولي ضدها، وشملت الاتصالات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية..)) حسب ما أعلنته وكالة “الأناضول”، التي أكدت أيضا أن وزير الخارجية التركي بحث خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، الخطوات المزمع اتخاذها لعقد اجتماع للجنة القدس.

الوكالات التركية، طبلت لجميع الدول وهي تستعرض البيانات، متجنبة الإشارة إلى المواقف المغربية، علما أن الحكومة المغربية أصدرت بيان إدانة للتحركات الإسرائيلية في القدس، وهو ما حصل أيضا مع فرق الأغلبية والمعارضة في مجلس النواب، الأمر الذي يطرح سؤال الغاية من هذا “التعتيم”، ولا تظهر مؤشرات التحركات التركية بجلاء إلا من خلال خطاب المعارضة، إذ يكفي التأمل فيما طلبه داوود جاويش أوغلو من معارضة بلاده، عبر عدة خطوات، أولها دعوة رئيس الجمهورية لاجتماع عاجل للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتواصل مع ملك المغرب محمد السادس، بصفته رئيسا لهذه اللجنة، لتكون هذه اللجنة نقطة مقاومة مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعني عمليا، بعث “التحرشات” القديمة بلجنة القدس، التي ربط المغرب جزء من عملها، بدل أن يبقى كلاما، بوكالة “بيت مال القدس”.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى