الأسبوع الرياضي

رياضة | مازال نزيف إقالة المدربين مستمرا…

قبل نهاية الشطر الأول من البطولة

    ضربت البطولة الوطنية للموسم الجاري، رقما قياسيا في إقالة المدربين وقبل انتهاء مباريات الذهاب التي توج فيها الوداد بطلا للخريف.

وبعد الموجة الأولى من الاستغناء عن المدربين في بداية البطولة، والتي شملت قرابة 9 أطر تقنية، تأتي الموجة الثانية التي بدأها فريق الرجاء الرياضي، الذي وضع حدا لخدمات المدرب جمال السلامي، بعد أن دخل في نفق مظلم مع جميع فعاليات الفريق، كما أن الجمهور الرجاوي أبدى غضبه الكبير من اختياراته الغريبة في الآونة الأخيرة، مما عجل برحيله وتعويضه بالتونسي لسعد الشابي.

فريق الفتح الرياضي المعروف، ومنذ سنوات، باستقرار إدارته التقنية، عاش منذ انطلاق الموسم الكروي العديد من المشاكل التقنية لعدة أسباب، مما اضطر المدرب المتخلق والصامت، مصطفى الخلفي، الذي عاش سنوات طويلة مع الفريق، لتقديم استقالته، وفسح المجال للمسؤولين من أجل البحث عن مدرب جديد، بعد أن تعذر على الفريق الخروج من مسلسل النتائج السلبية.

الفريق الرباطي لم يجد غير ابن الدار، أي الإطار السنغالي ممادو مباي، المشرف على مركز تكوين الفريق، والذي يعرف جيدا معظم اللاعبين، ليمنحه فرصة الإشراف على الفريق الأول.

فإذا كان فريقا الرجاء والفتح لهما أسباب منطقية لتغيير مدربيهما، أو قبول استقالتيهما، فإن فريق المغرب الفاسي، وللأسف، مازال متشبثا بعادته القديمة، أي إقالة المدربين من غير سبب، ومازال لم يستفد من دروس الماضي التي ألقت به في نيران القسم الوطني الثاني.

المكتب المسير للفريق الفاسي، وبدون سابق إنذار، استغنى عن المدرب عبد اللطيف جريندو، الذي يرجع له الفضل في عودة الفريق إلى قسم الأضواء، بل حقق معه منذ بداية الموسم الحالي، نتائج مقبولة، بغض النظر عن العشوائية التي طبعت انتدابات اللاعبين التي كان يقوم بها بعض السماسرة بدون علم المدرب.

المسؤولون عن الفريق، نسوا أو تناسوا بأنهم حديثي العهد بقسم الكبار، وأرادوا حرق المراحل بسرعة، ورأوا بأن جريندو أصبح في نظرهم متجاوزا وليس رجل المرحلة، وقرروا الاستغناء عنه وتعويضه بالأرجنتيني غاموندي، الذي خرج من تجربة فاشلة بكل المقاييس مع فريق الوداد.

حل الأرجنتيني بالعاصمة العلمية “يتأبط”، وكالعادة، فريقه التقني.

نظم المكتب المسير بهذه المناسبة ندوة صحفية مرحبا بـ”المهدي المنتظر” وكأنه يملك عصا سحرية لكل المشاكل التقنية التي يعاني منها الفريق.

المدرب غاموندي قاد سفينة”الماص”، ولم يحصل ولو على انتصار واحد في البطولة خلال 9 دورات..

فإذا استثنينا التأهل على حساب بركان بالضربات الترجيحية لربع نهائي كأس العرش، فإن هذا المدرب عجز وبشكل كبير، عن تقديم الإضافة التي كان الفريقيحلم بها.

غاموندي وبعد تعادله الأخير أمام نهضة الزمامرة، صرح بعظمة لسانه بأنه لا يمكنه أن يخلق فريقا قويا في ظل الاستعصاء الذي يعيشه الفريق، فهو يحتاج إلى لاعبين مجربين عكس ما يتوفر عليه “الماص”.

المكتب المسير وجد نفسه في ورطة، وعاش ضغطا رهيبا في الآونة الأخيرة، بعد أن عبر الجمهور عن غضبه منه، ومن الطريقة الهاوية التي يسير بها النادي، فما كان من المسؤولين، وكعادتهم، إلا الالتجاء إلى الحل السهل، وهو الاستغناء عن خدمات غاموندي و”فريقه”، والبحث عن مدرب ثالث.

المكتب المسير فشل في انتداب المدرب الطاوسي، الذي رخصت له جامعة كرة القدم بتدريب الفريق الفاسي، بعد الطلب الذي وجهه رئيس الفريق إلى الجامعة، لكن الطاوسي رفض بلباقة تدريب “الماص”، بعد أن علم من أحد مقربيه، بأن الفريق يعيش أزمة مالية خانقة، ولا يمكن للمكتب المسير الاستجابة لطلباته، مدعيا بأن لديه مشروعا كبيرا مع الجامعة، إلا أن الحقيقة هي أنه لا يريد التفريط في منصبه وأجره الشهري أو “المانضة الباردة” التي يتلقاها من الجامعة بدون صداع الرأس، ومشاكل هذا الفريق التي لا تنتهي.

مشكل “الماص” يكمن في الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها مكتبه المسيركل يوم، والذي فشل في البحث عن موارد مالية، وعن محتضنين لتجاوز مشاكله المادية، التي أثرت على عطاءات اللاعبين المحرومين من أجورهم الشهرية ومن جميع مستحقاتهم.

فإلى متى سيبقى هذا الفريق العريق يسبح ضد التيار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى