جهات

حديث العاصمة | الرباط.. “المدينة الفاضلة”

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    في الرباط ضريح شريف ومساجد وزوايا و”جامعة” دينية هي الأولى في إفريقيا ومن فروعها دار الحديث الحسنية، وكتاتيب قرآنية مشتل علماء المستقبل.. مدينة يعتكف سكانها وخصوصا في شهر رمضان الفضيل، على المزيد من الخشوع والعبادة وفعل الخير، ولئن حرمتنا الجائحة من أداء فريضة الصلاة وصلاة التراويح في بيوت الله، وقاية واحترازا من تدنيسها بالفيروس الذي ينتقل دون علمنا أو إشعار بعلامة من علاماته، مادام في حكم الأشباح، وتفاديا لكل شك في الوافدين على المساجد باستعمال آلات الكشف عن الحرارة أو طلب شهادات التلقيح، لما في ذلك من تمييز بين المؤمنين، تم الاهتداء إلى تشريف بيوتنا بشرف طهارة وقدسية المساجد، ومنها التوجه إلى الخالق الباري جل جلاله يؤمهم الآباء والأجداد وخلفهم الأبناء والأحفاد والزوجات.. إنها هبة من الله أن تجتمع العائلة في صلاة العشاء والتراويح داخل فيلات وشقق ومنازل وحجرات، كل أسرة تدعو بما تشاء وتوجه أكفها تضرعا إلى العلي القدير بأن يرفع عنا الوباء ويحفظنا ويديم علينا نعمة الاستقرار والهناء، فمنازلنا اكتسبت في شهر رمضان صفة القدسية، وتحصنت من انتهاك حرمتها أو إبطال الصلاة فيها جراء تسرب ما لا يرضي الله أو التفوه بما يغضبه تعالى.

في رمضان، يفتخر الرباطيون بإضافة ميزة حسنة إلى رباطهم، فقلدوها بقلادة “المدينة الفاضلة”، فلنستمر في اتخاذ منازلنا بيوتا لله طاهرة من أفعالنا وكلامنا ومعاملة أزواجنا وتربية أولادنا، ومنها تشع الرحمة والتسامح ليغمر كل أرجاء الرباط التي صارت كلها منابر ومساجد يعبد فيها جل جلاله، فأينما ولينا وجوهنا فثم وجه الله الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى