جهات

استبدال الأحزاب عوضا عن استبدال الوجوه بالشمال

الأسبوع. زهير البوحاطي

    في الوقت الذي كانت فيه ساكنة الشمال تنتظر من الأحزاب السياسية استبدال الوجوه السياسية القديمة بأخرى شابة وجديدة تتماشى مع السياسة الحالية والأمر الواقع، والتي يمكن أن تساهم بدورها في خلق تنافس سياسي شريف، ومواكبة الإصلاحات التي ينشدها المغاربة والتي انطلقت منذ زمن ولم تصل بعد إلى محطتها.

وقد ساهمت بعض الوجوه السياسية القديمة في تأزيم الأوضاع، خصوصا بشمال المغرب، الذي يعرف أزمة خانقة وغياب برامج تنموية واقتصادية تستفيد منها الساكنة وتتجاوز ما تعانيه من انتشار البطالة بشكل كبير، وكذا بشكل واسع عمليات الانتحار واستمرار الاحتجاجات ضد الفوضى والعشوائية التي تعرفها العديد من القطاعات، هذا الأمر استطاع أن يظهر السياسيين، خصوصا الذين يتحملون مسؤوليات ببعض المؤسسات المنتخبة، على حقيقتهم، بسبب اختفائهم عن الوجود وغيابهم عن معاناة المواطنين منذ انتخابهم، مما جعل المواطنين المحتجين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع قوى الأمن.

لكن هذه الأيام، صار العديد من هؤلاء المنتمين للهيئات المنتخبة يتسابقون من أجل الترحال من حزب إلى آخر، مغيرين انتماءهم الأصلي بعدما فشلوا فشلا ذريعا في أحزابهم السابقة التي مرغوا سمعتها في الوحل رغم أنها كانت سببا في ولوجهم لعالم السياسة، وضامنا لانتمائهم، وأرضية لانطلاقهم نحو المناصب والتعويضات.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن تفطن بعض الأحزاب لفساد بعض هؤلاء وتدهور مكانتهم لدى الرأي العام، واضمحلال صورتهم في الساحة السياسية، دفع بهذه الأحزاب إلى التخلي عنهم والبحث عن أسماء بديلة وغير معروفة في السياسة ومنتسبة لقطاع المال والأعمال.

وتروج معطيات تفيد بأن بعض رجال الأعمال، وبعد طردهم من الحزب الذي كان يحتضنهم، يبحثون الآن وبشراهة واهتمام بالغين، عن حزب بديل يحتضنهم ويضمن لهم حماية سياسية، وتمكينهم من حماية مصالحهم الشخصية والمالية، وبالتالي حماية مراكزهم القانونية ومكانتهم الاجتماعية، وسوف تكشف الأيام القادمة بفضائح وكوارث سياسية في جميع مناطق ومدن الشمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى