الدروس الأولى لكأس العالم 2014
تتابع الجماهير الرياضية العاشقة لكرة القدم، وخلال شهر بأكمله مباريات نهائيات كأس العالم التي تحتضنها بلاد الصامبا البرازيل.
لاحظنا الحماس الكبير الذي ظهرت به كل المنتخبات المشاركة منذ انطلاق هذه التظاهرة، فلم يعد هناك مكان لمنتخبات متواضعة وأخرى قوية.
منتخب البرازيل البلد المنظم الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة، دفعت المواطنين للخروج إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم وسخطهم على الوضعية المزرية التي يعيشونها، مفضلين الدفاع عن حقهم في العيش الكريم على متابعة مباريات كرة القدم.
منتخب البرازيل عانى كثيرا أمام نظيره الكرواتي الذي وقف سدا منيعا أمام نجوم البرازيل الذين عجزوا عن تجاوز خصومهم، بل كانوا منهزمين قبل أن يعودوا إلى المباراة ليسجلوا هدف التعادل، وليتمكنوا في نهاية المطاف من الفوز بصعوبة بفضل ضربة جزاء خيالية أهداها الحكم الياباني إلى البلد المنظم، والتي لقيت احتجاجا كبيرا من طرف الكرواتيين الذين استسلموا لتستقبل شكايتهم هدفا ثانيا.
أهم درس نستخلصه من بداية هذه البطولة، هو انهيار المنتخب الإسباني الذي كان من أبرز وأقوى المرشحين للفوز بهذه البطولة، علما بأنه هو المتوج بلقب بطل العالم الأخير التي احتضنتها جنوب إفريقيا سنة 2010، وضد نفس الخصم أي هولاندا.
منتخب إسبانيا وبنجومه الكبار، يتزعم الحارس كاسياس، وبيكي، وراموس، وثنائي برشلونة في الوسط أنيستا وكزافيي، بالإضافة إلى ألونزو ودافيد فيا والآخرين.
المنتخب الإسباني الذي صدم محبيه بتلقيه هزيمة نكراء لا تقبل الجدل (1-5) ضد منتخب هولاندا، مازال يتجرع هزيمته في نهاية 2010.
المنتخب الهولندي لقن درسا بليغا في الواقعية، وأكد لخصمه الإسباني بأن الكرة لا تعترف بالمنطق والنجومية، كما أن المدرب الإسباني ديلوبوسكي ارتكب خطأ شنيعا باعتماده على نجوم انتهت صلاحيتهم.
هكذا نلاحظ بأن البداية الشيقة لهذه التظاهرة تحبل بالمفاجآت التي سننتظرها في القادم من الأيام.