أفق 2020 | العاصمة تتصالح مع الساحل وترد الاعتبار لضفة نهر أبي رقراق

يمكن أن نؤكد بأن المشروع الملكي انطلق بالفعل، وانطلاقته كانت مع توفير الأموال اللازمة مع تشييد البنيات الأولى من قناطر ونفق الاوداية وكورنيش الوادي ونقل الطراماي في مرحلة أولى، ثم مرحلة ثانية الورش الكبير الفريد من نوعه في إفريقيا والعالم العربي، لأنه ورش التغيير الوجه القبيح للمدينة هذا الوجه الذي كان بندوب غائرة على طول الساحل وضفة الوادي، وتتذكرون الرحبة وديورها وبراريكها على الرقراق والمقابر والجوطيات والصناديق القصديرية والمزابل على الساحة، وإن كان بعض من هذه الآفات اختفى فإن الكثير منها لا يزال قائما ولو بصفة مؤقتة مادام المشروع الملكي حدد نهائيا إعادة الاعتبار لوجه العاصمة سواء على الساحل أو على ضفة وادي أبي رقراق، وذلك بتقويم ذلك الوجه نحو البحر بدلا من لَيِّه أراضي عكراش ربما لأسباب تجارية، لأن الرباط هي المدينة الوحيدة في العالم التي كانت ولا تزال (ولو إلى حين) تدير بظهرها للبحر.
ومع بناء كورنيش من حي الاوداية إلى جماعة الهرهورة وتجهيزه بمسابح ومرافق حيوية مهمة وتأهيل الساحل بإنجازات تضمن استرداد الوجه الحقيقي للمدينة إلى مكانه الطبيعي، ويبقى الحي الجديد المنتظر تشييده ما بين قصبة شالة وقصبة الأوداية، أنه يفوق الحي العادي بل ستكون مدينة الرباط الجديدة بأحياء مثل حي باب البحر الذي سيقام على مساحة حوالي 31 هكتارا مخصصة للوحدات السكنية، وأفخم الفنادق، ومدينة للفنون، وقطب للتنشيط والترفيه، ومرافق اجتماعية وتجارية، وحي الساحة الكبيرة ويتربع على مساحة قدرها 112 هكتارا وفيها ستكون المعلمة المميزة المرتقبة، “الأوبرا” أو المسرح الكبير بالإضافة إلى إنجازات معمارية فريدة في تصاميمها لتكون مسايرة لهندسة دار الأوبرا، وحي قصبة أبي رقراق وسيضم جزيرة بها حديقة جميلة وتجهيزات ثقافية وستكون بين قنطرة مولاي يوسف وقنطرة محمد الخامس، وحي طبي يضم مستشفى بخدمات طبية عامة وعلى مساحة 8 هكتارات.
ألم نقل لكم بأن الرباط تصالحت مع ساحلها وردت الاعتبار لضفة واديها؟ وستتساءلون متى يتحقق هذا الحلم، فالتاريخ المحدد هو قبل سنة 2020 وبضمانة꞉ أن المشروع ملكي ولا علاقة له بالمنتخبين، فأما باقي المشروع الملكي الموزع على كل مقاطعات المدينة فسينجز في بحر 2018 وستكلف شركات بالسهر والرقابة على مجريات الأشغال.
مدينة الرباط ستصبح في القريب مثل باقي المدن العالمية المهمة تنظر إلى البحر لتراقب تقلبات أمواجه وروعة زرقة مياهه وجمالية ساحله.