الأسبوع الرياضي

رياضة | ثلاثة أجيال من ذهب ولغة واحدة

حديث الصورة..

    هذه الصورة الرائعة، تعود إلى بداية التسعينات، وبالضبط قبيل وفاة الجوهرة السوداء، المرحوم الحاج العربي بن مبارك.

صورة التقطت بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بمناسبة تكريم اللاعب الكبير، الفنان والموهوب، الدولي ونجم الرجاء السابق، المرحوم حميد بهيج، الذي يتواجد في الصورة بين المرحومين العربي بن مبارك وعبد المجيد ظلمي، تغمدهم الله جميعا بواسع رحمته.

بالفعل، ثلاثة أجيال تجمعهم لغة واحدة، هي لغة الفن والإبداع.

فإذا تحدثنا عن الجوهرة السوداء، الحاج العربي بن مبارك، سنعود إلى فترة منتصف الأربعينات، حيث صال وجال بالملاعب الأوربية، وكان حلم كل الأندية العالمية التي جرت وراء استقطابه، لتنجح في ذلك أندية سطاد فرانسي، وأولمبيك مارسيليا بفرنسا، بعد ذلك انتقل إلى أتلتيكو مدريد الذي رفعه إلى الأعالي، وبفضل الجوهرة السوداء، أصبح هذا الفريق بمثابة الشبح المخيف لريال مدريد وما أدراك ما ريال مدريد آنذاك بنجومه العالميين بقيادة الهنغاري بوسكاس.

أما الثنائي (الباقي) حميد بهيج وظلمي، فلم يكتب لهما – وللأسف – الاحتراف واللعب على أعلى مستوى، رغم تنبؤ الجميع لهما بمسيرة كروية كبيرة، لكنهما لم يغادرا أرض الوطن، لظروفهما الشخصية المختلفة.

فحميد بهيج، شكل في الرجاء مع كل من ابهيجة وموسى ثلاثي الرعب داخل البطولة الوطنية، كما لعب حميد مع الودادي مصطفى هريرة (مصطيفي) داخل المنتخب الوطني وكانا من أبرز نجومه في فترة الستينات، كما كانا حاضرين معا مع المجموعة التي واجهت منتخب إسبانيا العتيد ذهابا وإيابا سنة 1961 برسم إقصائيات كأس العالم (1962).

أما عبد المجيد ظلمي، فهو غني عن كل تعريف، فقد لعب هو الآخر بجانب عباقرة الكرة الوطنية، خاصة في فترة السبعينات، كفرس، أحرضان، الهزاز، بنيني، بتي عمر، كما شكل ثنائيا نموذجيا لسنوات طويلة مع رفيق دربه وابن حيه، جواد الأندلسي.

ظلمي لعب أكثر من 150 مباراة دولية مع المنتخب الوطني، وفاز معه بأول وآخر كأس إفريقيا للأمم سنة 1976، كما شارك في مونديال مكسيكو 1986.

مناسبة هذه الصورة، هي المباراة التكريمية للنجم الكبير المرحوم حميد بهيج، الذي لم يأخذ حقه لا مع فريقه الأم الرجاء، ولا مع المنتخب الوطني، فالمباراة التكريمية التي نظمت آنذاك، كان وراءها فقط أصدقاؤه، على رأسهم الدولي السابق جواد الأندلسي المتواجد حاليا بالديار الكندية، والذي كان دائما وراء العديد من المبادرات النبيلة التي أعادت للعديد من اللاعبين المغاربة الذين طواهم النسيان اعتبارهم.

فما أحوجنا حاليا إلى مثل هذه المبادرات، وإلى مثل هؤلاء الرجال من طينة الدولي الأسبق والإطار الوطني جواد الأندلسي، الذي لم تستفد كرة القدم الوطنية من خبرته الطويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى