جهات

جبل العسري بعمالة شفشاون.. غابات تدمر وتواطؤات بالجملة

الأسبوع. زهير البوحاطي

    يعرف ما تبقى من غابات جبل العسري تدميرا ممنهجا وتخريبا متواطئا حوله من طرف الجميع، ساكنة تلزم الصمت وسلطة محلية بجميع أعوانها يكتفون بالبقشيش ومنتخبون ساكتون حفاظا وطمعا في أصوات الناخبين، وموظفو ومسؤولو المياه والغابات يستخلصون أموالا من مدمري الغابات ومزارعي الكيف ويغتنون على حساب الغطاء النباتي والبيئة المحلية، والمصالح الإقليمية والوطنية تغط في نوم عميق.

جبل العسري منطقة جبلية من مناطق الشمال المنتمية إلى النطاق الترابي لجماعة تمورت بعمالة إقليم شفشاون. وقد عرفت المنطقة في القرن الماضي بكثافة الغطاء النباتي وكثرة أشجار البلوط المعمرة إضافة إلى تنوع حيواني قل نظيره في المنطقة من أرانب وحجل وذئاب وخنازير وثعالب وغيرها من الحيوانات والحشرات التي ساهمت في التوازنات البيئية منذ القدم.

مع ثمانينيات القرن الماضي وإبان انتشار زراعة الكيف وتنامي أطماع الساكنة تبعا لتطور تسويق المنتوج من خلال التصدير عرفت غابات المنطقة هجوما شرسا من طرف الساكنة قصد تعشيبها وزراعة الكيف مكانها، ومن ضمن الغابات التي دمرت عن آخرها بشفشاون غابة جبل العسري الذي أضرمت به نيران خلال أحد فصول الصيف ظلت تلتهم في غاباته لأسابيع وجندت الدولة إمكانيات لوجستية وبشرية قصد محاصرة تلك النيران لكنها أتت على الأخضر واليابس.

جميع المساحات المحروقة تحولت إلى مناطق سكنية وأراضي فلاحية خصصت لزراعة الكيف أمام أعين جميع المسؤولين على القطاع في المنطقة وخصوصا حراس الغابات الذي اغتنوا من وراء صمتهم وتغاضيهم عن ما جرى.

الآن يتعرض ما تبقى من هذه الغابات إلى التعشيب أمام أعين الحراس والسلطة في صمت مريب.

بعض الساكنة اتصلوا بـ”الأسبوع” معربين عن استيائهم مما يجري ومستنكرين صمت حراس المياه والغابات والقيادة والدائرة والعمالة.

المجتمع المدني ومعه الساكنة والضمائر الحية تتوجه بندائها قصد فتح تحقيق في الموضوع ومعاقبة الفاعلين والضرب على أيدي الفاسدين وإعادة الاعتبار للغابات بالمنطقة والبيئة المحلية بصفة عامة.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى