جهات

الرباط | أصوات الشعب ليست صدقة تمنح للمنتخبين

    مع قرب موعد الاستحقاقات المقبلة، لا بد من التذكير بأن أصوات الشعب ليست صدقة تمنح لمعظم المنتخبين الذين يتسولون ويتوسلون أصوات المواطنين من أجل تزكيتهم في الانتخابات، من أجل ضمان مقاعد مريحة ومناصب تدر عليهم عددا من الامتيازات، التي بمجرد ما يضمنونها حتى يديرون ظهورهم للذين صوتوا عليهم، وجائحة “كورونا” وتداعياتها خير دليل وقد عرت حتى بهدلت الذين كانوا قبل 6 سنوات يطوفون علينا بـ”مناشيرهم” من أجل أصواتنا، ليزكوا بها طموحاتهم السياسية(…).

ولما انتزع المرشحون مبتغاهم، انشغلوا عنا وعن قضايانا المصيرية، آخرها وباء “كوفيد 19” وما خلفه من تدمير نفسي واقتصادي، فبرهنوا على أنهم مختصون فقط في تدبير الميزانيات والمهرجانات والحفلات والسهرات والشراكات والشركات والأجواء العادية والهادئة، وحضور الجلسات الصاخبة المجهزة بالأبواق المزعجة، حتى إذا حلت بنا كوارث مثل فيروس “كورونا”، تراجعوا إلى الخلف ولم يظهر لهم أثر إلا بعد ظهور بلاغات (ولو غير رسمية) عن الانتخابات والتزكيات، فتحركوا لعقد الاجتماعات هنا وهناك في حملات انتخابية سابقة لأوانها، بينما الشعب يفكر في شيء واحد، في الجائحة التي قضت على مصدر عيش العديد من الأسر ولا زالت مع استمرار الإغلاق وتمديد الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي، وخاصة في شهر رمضان الكريم، مما يهدد العديد من المواطنين بالبطالة، ومن جهة أخرى، إرهاق الطواقم الطبية والأمنية والسلطات المحلية جراء التمديد بين الفترة والفترة، وقد أصبح مصيرنا في يد الله، بينما هؤلاء الذين منحناهم أصواتنا لا حس وطني يوقظ فيهم روح الوطنية لمجابهة مخلفات الوباء..

لذلك حان الوقت لإعادة النظر فيمن نصوت عليهم، لأن الانتخابات ليست زكاة نمنحها للمتسولين الذين لا يتوانون في طلب المساعدة عند كل استحقاقات لـ”يقلبوا علينا وجوههم” عند فوزهم بالمقاعد المنتظرة.. فمتى يا أيها الذين توزعون التزكيات على مرشحيكم، تبحثوا وتنقبوا عن الأكفاء وذوي الضمائر الحية والمقتدرين بكفاءاتهم والمعروفين بوطنيتهم؟

أمنية قد تتحقق بفضل وعي الشعب ويقظته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى