كواليس الأخبار

تحت الأضواء | أمريكا لن تتراجع عن دعم مغربية الصحراء وجهة الداخلة ستنافس جهة طنجة

رئيس جهة الداخلة الخطاط ينجا في حوار مع "الأسبوع":

الرباط. الأسبوع

    استبعد الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، أي تراجع في الموقف الأمريكي إزاء مغربية الصحراء بالتزامن مع شروع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في ممارسة صلاحياته، موضحا أن الدينامية متواصلة، وموقف أمريكا لم يتغير، حيث قال بأن ((الوفود الأمريكية مازالت تتوافد على الداخلة، وهناك لقاءات كبيرة خاصة مع أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي، والقائم بالأعمال الاقتصادية.. والموقف الأمريكي إيجابي جدا، وستكون له انعكاسات على مواقف دول أخرى..)).

كما أكد الخطاط في حوار مع “الأسبوع” في تعليقه على حدث افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة، على استمرار نفس الدينامية، واصفا هذا الأمر بالحدث الهام، حيث قال: ((هذا الحدث هو حدث هام جدا، لا يمكن فصله عن الدينامية السياسية التي شهدتها المدينة بافتتاح عدة قنصليات أخرى، ولكن عندما يتعلق الأمر بدولة من وزن أمريكا، عضو في مجلس الأمن، وهي التي تتكلف بصياغة مسودات قرارات مجلس الأمن، قامت بافتتاح قنصلية في الداخلة، فضلا عن كونها دولة عظمى، فإن هذا الحدث يكتسي أهمية كبرى، بعد اعترافها بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، لاسيما بعد تأكيدها أن الحل الوحيد لقضية الصحراء، هو الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، فهذا يعني أننا أمام مكسب تاريخي..))، حسب قوله.

وفي معرض تعليقه عن سؤال “الاعتقاد بإمكانية تراجع أمريكا عن الاعتراف بمغربية الصحراء”، قال رئيس جهة الداخلة بالتفصيل: ((لا أعتقد ذلك، لأن هناك دينامية واضحة، وهذا الموقف الأمريكي هو نتيجة لاستراتيجية اتبعها المغرب، والمغرب كما تعلمون اختار استراتيجية التنمية، وهذا الخيار التنموي يلمسه الجميع على أرض الواقع، وسواء تعلق الأمر بأمريكا، أو تقارير مجلس الأمن، فكلها تشيد بمستوى التنمية في الأقاليم الجنوبية، وبالتالي، فهذه المقاربة والمشاركة السياسية المكثفة لساكنة الأقاليم الجنوبية في الانتخابات، والخطوات الإيجابية في مجال حقوق الإنسان، كلها أدت إلى الحصول على مواقف إيجابية إزاء قضية الصحراء من طرف عدة الدول، ومنها أمريكا، فهذه المواقف هي نتيجة إيجابية للعمل الجبار الذي قام به المغرب بقيادة جلالة الملك، ولا ننسى أن الملك محمد السادس أعلن عن نموذج تنموي جديد وخصص له اعتمادات مهمة جدا، وهذا كله يدخل في إطار الرفع من مستوى الخدمات والبنيات التحتية والاقتصادية.. هناك من كانوا يشككون في ما يتم إعلانه من طرف المغرب، لا سيما من طرف أعداء الوحدة الترابية، لكن اليوم، المشاريع موجودة، وطريق تزنيت الداخلة موجودة على الأرض، وربط الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء موجود، وميناء المهيريز موجود، وهناك عدة مشاريع أفقية تتعلق بالتكوين والصحة والطرق القروية، كلها موجودة ونسبة إنجازها تجاوزت الـ 70 في المائة.. لذلك أقول أن الموقف الأمريكي وموقف الدول الأخرى، هو تتويج لكل هذه المسيرة والاستراتيجية التنموية التي اختارها جلالة الملك في الأقاليم الجنوبية))، يقول الخطاط.

ولم يعد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب يقبل الحديث معه بصفته عائدا من البوليساريو، حيث يقول أن المدة التي قضاها في المغرب تفوق المدة التي قضاها بالمخيمات ثلاثة أضعاف، لكنه مع ذلك يسترجع في شريط الأحداث الأخيرة، حدث الحديث عن عزله من رئاسة الجهة، في قصاصة نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، وهو النبأ الذي “أفرح البوليساريو”، نظرا لتزامنه مع وجود الخطاط في إحدى اجتماعات اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة، ((هذه القصاصة الخاطئة التي تم تصويبها بعد بضع ساعات، كان لها تأثير كبير جدا، وأعطت الفرصة لخصوم الوحدة الترابية، حيث طرح السؤال كيف لرئيس جهة جاء ليدافع عن القضية الوطنية، وفي نفس اللحظة، تتم إذاعة قصاصة خاطئة، ولحسن الحظ، أن هذا الأمر لم يحرك مني ولو شعرة واحدة)).

يكذب الخطاط بشكل قطعي “الإشاعة” التي تقول بأنه كان مقيما في موريتانيا عند انتخابه رئيسا لجهة الداخلة وادي الذهب، ويؤكد تشبثه بانتمائه لحزب الاستقلال، باعتباره حزبا عتيدا له تاريخ مرتبط بالأقاليم الجنوبية، ((فهو يتبوأ في نظري المرتبة الأولى تنظيميا في الأقاليم الجنوبية))، حسب قوله.

يقول الخطاط وهو يتوقع مستقبلا مشرقا لجهته: ((الداخلة تشهد اليوم استثمارات كبيرة فيما يتعلق بالسياحة، وهناك أكثر من 60 فندقا تم إنجازها، وهناك فنادق أخرى في طور الإنجاز.. وهذه طفرة كبيرة جعلت منها ورشا كبيرا، وهي مدينة جهة لها من المقومات والإمكانيات ما يجعلها في الريادة، بفضل موقعها الاستراتيجي والإرادة الملكية التي دعمت خلق بنية تحتية واستثمارات كبيرة، مثل الميناء الأطلسي، الذي سيحدث تغييرا كبيرا في المنطقة، وقد يجعل الجهة تلعب نفس الدور الذي تلعبه جهة طنجة، ولا تنسوا أن العالم كله بات متجها إلى إفريقيا، والمغرب يتهيأ بخطى ثابتة ليلعب دورا كبيرا في مستقبل القارة)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى