بعد وفاة رئيس المفوضية الإسلامية بإسبانيا، السوري رياج طاطري، الذي اشتهر بتحركاته المبيتة حول الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، من أجل تعبئة مسلمي المدينتين وجل أنصاره، خصوصا وأنه من داعمي الحزب الشعبي المعادي للمغرب، وصاحب فكرة فك الارتباط الديني بين المغرب ومسلمي إسبانيا، وبعد تعيين أيمن أدلبي رئيسا لهذه المفوضية الإسلامية الأكثر تمثيلية بإسبانيا، لم يعد لوزارة الداخلية الإسبانية وعلى رأسها جهاز المخابرات، أي مصدر مقرب من الجماعات الإسلامية المنضوية تحت لواء المفوضية الإسلامية التي كان الرئيس السابق يرفع تقارير شهرية بشأن هذه الجماعات والجمعيات للجهات المذكورة.
لكن الرئيس الحالي، الذي تحمل مسؤولية المفوضية الإسلامية التي تضم عددا كبيرا من الجمعيات، وهي الممثل الرئيسي للمسلمين بإسبانيا، لم يرضخ لمطالب وزارة الداخلية الإسبانية، مما جعله معرضا للمراقبة والتتبع من طرف هذه الأجهزة التي عملت على تسخير الشرطة من أجل اعتقاله الأسبوع الماضي، حيث ظل يوما كاملا داخل مفوضية الأمن من أجل الاستماع إليه والتحقيق معه في مجموعة من المواضيع، خصوصا التي تتعلق بالجماعات الإسلامية والتطرف الديني، هذا الأمر الذي لم يفصح عنه رئيس المفوضية في بيانه الصحفي الذي أصدره في اليوم الموالي والذي يدين فيه أمر الاعتقال معلقا آماله على العدالة.
واستنكر أيمن أدلبي في نفس البيان الذي تتوفر “الأسبوع” على نسخة منه، طريقة الاعتقال، حيث كان من المفروض توجيه استدعاء لرئيس المفوضية من أجل الحضور إلى مكتب مدير الأمن أو من ينوب عنه، لكن ذلك لم يحدث، بسبب الخلاف الكبير وعدم الانسجام بين المفوضية وأجهزة الدولة، والتي تدخلت من أجل اعتقال رئيس أكبر تمثيلية إسلامية بإسبانيا.
وبهذا، حسب العديد من المراقبين، يكون زواج المتعة قد انتهى بين أجهزة الدولة الإسبانية والمفوضية الإسلامية بإسبانيا، والتي كانت تعتبر في عهد رئيسها الراحل، من أكبر المتعاونين مع المخابرات والحزب الشعبي.