طغى بشكل كبير وملفت للانتباه، بعض أعوان السلطة حتى صاروا حديث القاصي والداني، كما أن البعض من “المقدمين” و”الشيوخ” اغتنوا بشكل غير مشروع، عن طريق المشاركة في أعمال غير مشروعة أو التستر عليها، كالبناء العشوائي واحتلال الملك العمومي والاتجار في المخدرات والاستيلاء على أراضي وممتلكات الغير واللائحة طويلة، هذا الأمر مكن العديد منهم من أن يصيروا من أغنى أعوان السلطة بجهة الشمال رغم تعويضاتهم الهزيلة التي لا تمكنهم من تغطية مصاريفهم اليومية، حيث اقتنى بعضهم سيارات فاخرة وصاروا يترددون على مقاهي راقية لا يرتادها إلا الأعيان وكبار الموظفين والموظفين السامين وممثلي السلطة، ناهيك عن امتلاك عقارات ودكاكين مسجلة بأسماء أفراد عائلاتهم دون تدخل الجهات المعنية لفتح تحقيق حول اغتنائهم اللامشروع ومحاسبتهم عن: من أين لك هذا؟
ورغم العشرات من الشكايات ضد بعض أعوان السلطة بسبب استغلال موقعهم للاعتداء على بعض المواطنين واغتصاب حقوقهم واستغلال منصبهم لتصفيات الحسابات وتلفيق تهم مجانية للزج بخصومهم في غياهب السجون، إلا أن دار لقمان لا زالت على حالها، حتى صار بعض هؤلاء الأعوان أكثر تجبرا من أي وقت مضى وأكثر تسلطا من ممثلي السلطة أنفسهم، حيث تحولوا إلى الآمر والناهي، كما يصدرون أوامرهم للقواد ويملون عليهم ما يقومون به خصوصا في مجال هدم البنايات العشوائية وإنجاز محاضر المخالفات لبعضها، وخاصة التي لا يتماشى أصحابها مع مزاجية هؤلاء الأعوان والشيوخ.
كل هذه الوقائع والشبهات التي عمرت ردحا من الزمن دون أي يلتفت إليها أي مسؤول، تطرح مجموعة من الأسئلة والتي تبقى معلقة إلى الأبد.
وتتوجه ساكنة الشمال نحو وزير الداخلية وإلى كل مسؤول مركزي، بعد فقدان الأمل في المسؤولين المحليين والجهويين، بندائها قصد الحماية من بطش هذه الفئة.