شاطئ العاصمة “يا حسرة” ضمن الشواطئ “المكرفسة”

بقلم. بوشعيب الادريسي
و لأن شاطئ العاصمة هو شاطئ الفقراء، فإن “الألوية الزرقاء” التي تصنف أجود وأحسن وأنظف الشواطئ في المملكة، لم تكن على مواعد مع مياه بحر الرباط، فحلقت فقط فوقه في طريقها من شاطئ العرائش إلى شاطئ بوزنيقة.
ونصاب بالدوران إلى حد الدوخة، ونحن نستعرض قائمة بأسماء الشواطئ المتوجة بالشارة الدولية “اللواء الأزرق” التي تخصصها مؤسسة محمد السادس للبيئة، لنكتشف مدنا وقرى وصل عددها 27 استحقت وتوجت “باللواء الأزرق” الذي يشهد ويضمن نقاوة مياه بحرها ونظافة رمالها وأمان شواطئها وجودة خدماتها، ونقدر مجهودات قرى ومدن بعيدة عن العاصمة كيف أنها بالرغم من إمكانياتها المتواضعة، نجحت في إهداء اللواء الأزرق لسكانها، في الوقت الذي تخسر فيه عاصمة المملكة يا حسرة وبكل ثقل ملاييرها وجيوش موظفيها وترسانة عتادها، رهان تنظيم وتأطير وتجهيز شاطئ صغير لا يتعدى حجمه مئات الأمتار. وقارنوا بين “ميني” شاطئ الرباط وبين مساحات الشواطئ الفائزة باللواء الأزرق وهي: شاطئ السعيدية، وشاطئ المضيق، وشاطئ الفنيدق، وشاطئ صول بطنجة، وشاطئ بقاسم بطنجة، وشاطئ أشقار بطنجة، وشاطئ بوزنيقة، وشاطئ مدام شوال بالدار البيضاء، وشاطئ الحوزية بالوليدية، وشاطئ سيدي رحال، وشاطئ أسفي المدينة، وشاطئ الصويرة القديمة، وشاطئ الصويرة، وشاطئ فوم واد بالعيون، وشاطئ مستوركة بتزنيت، وشاطئ سيدي موسى أكلو بتزنيت، وشاطئ أركمان بالناظور، وشاطئ الجديدة، وشاطئ أم لبوير بالداخلة، وشاطئ موسافر بالداخلة، وشاطئ وادي لو بتطوان، وشاطئ السعيدية المتوسط، وشاطئ كاب بدوزة بأسفي، وشاطئ قصر المجاز بنواحي طنجة، وشاطئ راس الرمل بالعرائش.
وكما تلاحظون، فحتى المدن التي تتموقع فيها معامل ومصانع حرارية وملوثة، تمكنت من إنقاذ شواطئها وأكثر من هذا حولتها إلى جواهر ترصع أجواءها أعلام اللواء الأزرق، رمز البيئة السليمة والمياه النقية والرمال الذهبية والخدمات الرفيعة.
فأما عندنا في العاصمة وفي قعر مقرات وزارة البيئة، والمنظمات الدولية والوطنية المهتمة بالشؤون البيئية، فالجماعة “الله يكثر خيرها” تكتفي بوضع “ميني شاطئ” ملوث وفي خانة تضم أكثر من 50 شاطئا على الصعيد الوطني لا تصلح للسباحة، منها: “ضاية الرباط” التي تسيه الجماعة ربما عن خطإ “شاطئ العاصمة” وكان من الممكن إضافة: “بدون لواء أزرق وغير مضمون الجودة”.
“ضاية” الرباط بدون رمال، وبدون تجهيزات ولا أنشطة، ولا تأطير. “ضاية” المليون ساكن عليهم أن يختاروا إما هذه “الضاية” أو “الانتحار” على صخور الساحل أو الانتقال إلى بوزنيقة، أو أداء مائة درهم للفرد كواجب دخول إلى مسبح خاص.
ويؤسفنا أن يكون “ميني” شاطئ العاصمة مرتبا مع الشواطئ “المكرفسة” والمهملة غير الصالحة للسباحة، ولا يشرف الجماعة وهي توزع الملايير على اليمين وعلى الشمال وتقدمها هبات باسم السكان، بينما تترك لهؤلاء السكان “الضاية” ليعودوا منها ربما بأمراض جلدية.
فهنيئا للمدن الفائزة باللواء الأزرق، والعقبة للعاصمة في السنة المقبلة مع مجلس جماعي جديد.