تحقيقات أسبوعية
متابعات | تفاصيل أزمة خط التماس بين المغرب والجزائر عند “العرجة”
فلاحون يفقدون مدخراتهم في تقسيم جائر
منذ ثلاثة عقود، استغل فلاحو فكيك الأراضي الفلاحية الواقعة في الحدود الشرقية، والتي تعد ضيعات خصبة متنوعة تضم آلاف أشجار النخيل ومزروعات أخرى على مساحة 800 هكتار، بمنطقة “العرجة أولاد سليمان” التي تبعد بـ 7 كيلومترات عن مدينة فكيك، إلا أنه في الأيام الأخيرة، قرر النظام الجزائري افتعال أزمة، بعدما أرسل بعض الجنود وأحد الجنرالات إلى المنطقة لمطالبة الفلاحين المدنيين بالخروج منها دون مراعاة حسن الجوار ومجهودات هؤلاء الشيوخ والمتقاعدين طيلة 30 سنة فوق تلك الأرض المغربية تاريخيا.
فالناس لم تتقبل نصب الجيش الجزائري لخيام عسكرية فوق أراضيهم بمنطقة “العرجة”، وتهديد الجنرال العسكري باعتقال كل فلاح رفض الخروج من الأرض بعد تاريخ 18 مارس الجاري، مما دفع بالمتضررين للاحتجاج وتنظيم عدة وقفات أمام مقر الباشوية بالمدينة، مطالبين بتدخل الملك محمد السادس لتعويضهم في ممتلكاتهم التي سيفقدونها في الضيعات الفلاحية، بعدما أفنوا شبابهم وحياتهم في زراعة النخيل في “العرجة”، ويتوفرون على عقود عدلية قديمة تؤكد ملكيتهم لتلك الأراضي منذ سنة 1937 قبل ترسيم الحدود.
في الحقيقة هذه مناسبة مواتية – وإن كانت مؤلمة بكل المقاييس – للجلوس مع الجارة الجزائر وفرنسا للحديث وإنهاء موضوع الحدود بشكل مسؤول يأخذ بعين الإعتبار الحقوق الشرعية والقانونية والإنسانية لساكنة تلك المناطق التي تم “التنازل” عنها لحكمة دعت إليها ظروف أكبر في وقتها وللحاجة إلى إنقاذ ما كان يعد أهم، الدولة والأخوة والدم بحيث أن الأرض والمال مفترض فيه بين الإخوة أن يكون النزاع حوله قابلا للحل بين العائلة ولا يدخل فيه الغريب، لكن والحال كما هو الآن، لا يبشر بخير قريب من القريب، يبقى أن تتحمل فرنسا مسؤوليتها على الأقل بحفظ حقوق من ترامت على اراضيهم وحازتها لصالحها آن ذاك، غير أنها سلمتها لغير أهلها دون الإشارة إلى الحقوق التاريخية لأهلها التاريخيين،
أي نعم المغرب “حليف” استراتيجي مهم لفرنسا، وفرنسا مهمة بالنسبة للمغرب وربما مصيرهما مشترك أى حد كبير، … ، لكن إضعاف المغرب كل مرة بجعله يتنازل على حقوقه في الدفاع عن حوزته، لن يفيد “الحليفة” فرنسا إذ لن يبقى من المغرب شيء لا قدر الله،
إن حكمة الملوك العلويين ليست ضعفا والتاريخ شاهد، فهي مسألة وقت، والوقت حليف الدول القوية بمرتكزاتها، ومكوناتها، والدولة مستمرة إنشاء الله،
دولتنا ذات رصيد ثمين، مادي ولا مادي، فهي خليفة إمبراطورية ساهمت في وقت ما فيما وصلت إليه حضارة اليوم، وإن كان حال هذه الحضارة الآن لا يسر، فمن أسباب اندحاره إضعاف دولة المغرب التاريخية التي شكلت حصنا لكل دول محيطها، بل حتى البعيدة عنها كالولايات المتحدة، ومن يسمون الجزائريين الآن من خلال الأمير عبد القادر، وتخوم واكادوكو جنوبا حتى نيجيريا، حامية لمن استنجد بها ومحافظة على أسرار العلوم والتقدم وراء حصونها، تكالبت عليه دول المعمور ولازال يتكالب عليه الأعداء، أما من لا تاريخ له فليس عنده ما يخسره، فكل ما ينهبه ربح بالنسبة له، ولا يضيره حتى أن يخسره في مقامرة أو رهان، أو حتى على طاولة البوكير، فليعلموا أننا هنا قاعدون…
“تلك أيام نداولها بينكم”
الحقيقة ان ما يسمى بالحراك ضد ما يسميه “المواطنون” – الجزائريون العصابة، شأنه عظيم وجسيم
هذه الاحداث كفيلة أن “تحرر” الشعب “المحتجز” أو “المرهون” منذ ما سمي بالاستقلال، حيث انسحبت فرنسا بفعل الاحداث العنيفة ضدها في ارض العثمانيين آن ذاك قبل ان تصبح اسمها الجزائر، وفي عقر دارها في فرنسا عبر منظمة AOS – كل شيء موثق لا يقبل مزايدات …-،
للتذكير فحتى من كانوا يسمون بحركة التحرير عثت فسادا لدفع الجزائريين الى الانضمام اليهم لاخراج فرنسا، فالأغلبية كانوا يحسبون انفسهم فرنسيين -125 سنة تحت فرنسا –
ما يحدث في الجزائر أمر طبيعي، كما كان حال ليبيا القريبة، من شعب لم يذق خيرات بلده ولم يتنعم بها، شعب له مقومات ثقافية ودينية والاقتصادية، الخ ما يسمح له ان ينافس في الصفوف الامامية بحق لا بارضاء موالين مقابل مقدرات الشعب بدون مقابل ينتفعه، لكنه يكرس حظوة شرذمة ترامت على اراضي الجيران شرقا وغربا بعد ان وضعت اختاما واقفالها على سجن كبير وافقرت من به وتريد اضعاف جيرانها حتى تتغنى بامجاد وتاريخ من وحي خيالها وتنسب لها ما قام به الصادقون من تلك الامة
بعد وقت قليل سيرتاح الجزائر
هذه هي الحقيقة التي يجب الا تضيع (الله يرحم عليها مولاها)