لازال الرأي العام الوطني متتبعا لموضوع الصفقات العمومية التي عرفتها وزارة الصحة خلال جائحة “كوفيد”، ومهمة اللجنة البرلمانية الاستطلاعية التي ستقوم بالاطلاع على جميع الوثائق والمستندات المتعلقة بالصفقات العمومية التي أبرمتها وزارة الصحة خلال الجائحة، سواء المتعلقة بأجهزة الكشف أو الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى، حيث مازالت أسئلة كثيرة لدى المواطن المغربي تنتظر إجابات حول ما يجري داخل الوزارة، خاصة بعدما أقدم الوزير على إعفاء مسؤولين بارزين من مديرية الأدوية، الشيء الذي جعل الناس تطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذه القرارات؟ هل الأمر يتعلق بوجود خروقات أو تلاعبات جعلت الوزير يلجأ للإعفاءات، أم أن الموضوع مرتبط بهيكلة جديدة؟
فقد خلقت الصفقات العمومية التي أبرمتها وزارة الصحة خلال بداية جائحة “كورونا” ضجة كبيرة على الصعيد الوطني، نظرا للملايير الكثيرة التي رصدت من صندوق “كوفيد” لتمويل شراء جميع المستلزمات الطبية والأجهزة والمعدات والأدوية الضرورية، قصد مكافحة الجائحة والكشف عن المصابين ومعالجة المرضى، الشيء الذي جعل وزارة الصحة تفتح الباب أمام عدة شركات دون اللجوء إلى مسطرة العروض لأجل توفير الحاجيات والمتطلبات، هذه الطريقة فجرت قضية تتعلق بصفقة أجهزة الكشف السريع عن فيروس “كورونا” والتي كلفت أزيد من 22 مليار سنتيم ومنحت لشركة واحدة فقط، مما أثار الكثير من الشكوك والتساؤلات، خاصة وأن هذه الأجهزة لم تحصل على شهادة التسجيل في مديرية الأدوية والصيدلة قبل تفويت الصفقة.