الغضب على القنوات المغربية يحن إلى زمن إدريس البصري

وأنا أمام التلفاز، أتنقل بين الفضائيات العربية والدولية، أستمتع من خلالها بمتعة ولا أروعن برامج ثقافية، دينية، وسياسية، ورياضية، وحتى الأغاني الرومانسية التي لا تخدش الحياء، وخاصة روائع سيدة الطرب “أم كلثوم”.
أما الأفلام فمن الخيالي إلى الواقعي، أفلام مثيرة تشد أنظار المشاهد، وبالأخص الأفلام القديمة، لرواد السينما من مخرجين وممثلين.
ثم يجرني الحنين إلى وطني الحبيب، عبر فضائياته، فلا أحد سوى المهازل بكل تلاوينها، لا برامج ولا أفلام ولا هم يحزنون، سوى برامج تافهة ومنحطة، ومعادة تصيب المشاهد بالغثيان، ومسلسلات حاطة من الكرامة، كرامة الإنسان المشاهد، ومن كرامة مخرجيها وممثلوها، دون الكلام عن المسلسلات التركية والمكسيكية المستوردة بأبخس الأثمان أو ربما مجانا.
يقع هذا أمام أنظار وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة “يا حسرة”.
وهل بلد المغرب والمغاربة متسخون إلى هذه الدرجة؟ بحيث يرتكز الإشهار في قنواتنا على مواد التنظيف بكثرة.
رحم الله زمن إدريس البصري لما كان وزيرا للإعلام، وكان يوقف هذه المهازل بمكالمة هاتفية ترتعش لها فرائص كل من في الدار، حتى حيينا وشفنا قنواتنا في الدرك الأسفل، مع أنه بفضل 30 درهما التي تقتطع من جيوب المشاهد شهريا كدعم، كان من الأجدر أن نكون في مصاف القنوات العالمية والقارية دون منازع.
والحمد لله حبانا بالصحون المقعرة “بارابول”، هذا الأخير جعلتنا في غنى عن مشاهدة هذه الكوارث داخل قنواتنا.
فمن فضلكم أوقفوا هذه المهازل بقنواتنا، وسايروا عصر القرن الواحد والعشرين، عصر التكنولوجيا والتقدم والازدهار، حتى وإن كان القطار قد فاتكم.
مصطفى بصير (فاس)