رغم انهيار بعض المنازل القديمة بالعديد من المدن المغربية خلال التساقطات المطرية الأخيرة، إلا أن الجهات المعنية لم تتحرك من أجل العمل على صيانة وترميم المنازل الآيلة للسقوط، خصوصا داخل المدن العتيقة، التي تعرف إهمالا ولامبالاة من طرف المسؤولين وعلى رأسهم وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
وتوجد العديد من المنازل الآيلة للسقوط بمختلف مدن الشمال، داخل المدن العتيقة، حيث تعرف تشققات وانهيار بعض واجهاتها بكل من طنجة وتطوان، وصارت تهدد حياة القاطنين بها وحياة المارة دون أي تدخل من طرف الجهات المعنية.
ولم يتعظ مسؤولو طنجة وتطوان من انهيار بعض المنازل بمدينة الدار البيضاء، حيث خلف هذا الحادث استياءا كبيرا في صفوف المغاربة، ورغم ذلك، لم تتحرك الجهات المسؤولة من أجل إعادة هيكلة وترميم هذه الدور والمنازل التي تشكل خطرا على المواطنين، رغم أن إعادة تأهيل المدن العتيقة يندرج في برامج ومشاريع ملكية أعطى الملك من خلالها إعادة الاعتبار للمدن العتيقة التي تعيش الإهمال وتنهار بعض منازلها في كل فصل شتاء.
ورغم مرور أكثر من سبع سنوات على المشروع الملكي الرامي إلى إنقاذ المنازل الآيلة للسقوط بالمدن العتيقة بكل من مراكش وفاس، وأيضا العرائش وطنجة وتطوان وغيرها، حيث خصصت لها ميزانية ضخمة لترميمها وإعادة إصلاحها لتكون محجا للزوار والسياح الذين تعتمد عليهم المدن المذكورة في تنشيط دورة اقتصاد الشمال وتوفير فرص شغل لشبابها في ظل غياب مصانع وشركات كافية لاحتواء البطالة، ورغم ذلك، فإن الجهات المعنية تنتظر انهيار المزيد من المنازل، لضخ الأموال من أجل الدراسات والتصميمات التي لا تتحقق على أرض الواقع، وفق تعبير العديد من المواطنين.
وحسب مصادر “الأسبوع”، فإن الشركة المكلفة بمشروع ترميم وإصلاح المنازل الآيلة للسقوط، تعمل على هدمها وتحويلها إلى خراب يلتجئ إليها اللصوص والمنحرفون لتعاطي المخدرات، عوض ترميمها كما هو متفق عليه.
وتضيف ذات المصادر، أن الميزانية الضخمة التي رصدت لإعادة تهيئة المدينة العتيقة، اختفت في ظروف غامضة، مما جعل الإصلاح والترميم مستحيلا، وهو ما يجعل التراث المصنف عالميا من طرف منظمة اليونسكو، مهددا كله بالانهيار بعدما انهارت أجزاء منه في العديد من المدن الشمالية بفعل التساقطات المطرية الأخيرة.