الرباط يا حسرة

الرباط | شركة تكتري “فضاء للأطفال” بدرهم للمتر المربع “وتقرصنه” إلى سوق تجاري

         في ساحة بحي اليوسفية كانت توجد حديقة عمومية هي الوحيدة في المنطقة (مابيلا واليوسفية) وتقدمت شركة بطلب استغلال تلك الحديقة “وتحويلها” إلى منتزه بألعاب للأطفال، وقامت الجماعة بالتفويت المطلوب وحددت قيمته في القرار الجبائي صفحة 11 بـ 4 دراهم للمتر المربع لكل ربع سنة، مما يعني درهم واحد للمتر المربع لكل شهر، مادام المشروع “للأطفال”.

وفجأة تختفي كل أثار للحديقة، “وتنبت” محلها أكشاك عشوائية فيها مقاهٍ وتيلي بوتيك وحوانيت بتجارات مختلفة، ثم في ركن صغير ركبت بعض (قشاوش) خاصة بأي شيء إلا بالأطفال الذين يجب حمايتهم من تلك (القشاوش) ومن كلام فاحش يتم ترويجه في بعض المقاهي وأمام الأطفال وداخل فضاء مخصص يا حسرة للصبيان. فأصبح بعلم المقاطعة والجماعة والسلطات، ووسط الطريق العام، سوقا تجاريا بكل المرافق التجارية فماذا وقع؟ الشركة التي اكترت الملك العمومي بدرهم للمتر المربع لكل شهر اعتبارا لأن الصبيان سيمرحون ويقضون يومهم بين الأشجار والأعراس والألعاب والأمن والأمان تمت “شقلبة” المشروع من تربوي وترفيهي، إلى مشروع خاص للكبار يستثمرون فيه لإقامة مشاريع مريحة، ولكن لهم ولصاحب الشركة الذي بدون شك فوت قطعا من الأرض البلدية ويعلم الله ثمنها، ولكن لن يكون بدرهم للمتر المربع، ولن يكون ربما بدون “حلاوة” السواريت التي قد تكون تجاوزت سقف 10 ملايين للساروت وحسب نوعية التجارة أو المقهى، وهكذا تم دفن مشروع للأطفال ولفائدة السكان.

واقتطاع الأشجار والأغراس ومحو منتزه يتوسط الأحياء السكنية، واستبداله بهذه الشوهة العمرانية، أما الأطفال الذين يجب أن تكون لهم الأسبقية والضمانة في التمتع ببيئة نظيفة، فإن الجماعة نقلت “القامرة” بطوبيساتها وتاكسياتها إلى أبواب الفضاء “لتتبرع” عليهم بأذخنة المحركات ولتنعم على أصحاب السوق بتقريب تجاراتهم من المشترين.

تتمة المقال بعد الإعلان

سكان اليوسفية على استعداد لمنح درهم للمتر المربع لصندوق الجماعة على أن تعود الحديقة العمومية كما كانت فيما قبل. فمن سينهي هذا الاحتكار، وهذا التسيب فبسببها أفلست ميزانية الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى