بعدما تم القضاء على مصانع اقتصادية بتطوان.. معالم أثرية تتعرض للطمس والتخريب
24 نوفمبر، 2020
0 دقيقة واحدة
الأسبوع. زهير البوحاطي
تحولت مدينة تطوان إلى شبه خالية من المعامل والمصانع التي كانت في وقت قريب من بين المدن ذات قطاع صناعي وتصديري نحو العديد من المدن والبلدان، كما كانت من القطاعات الرائدة في دفع عجلة التنمية للمدينة والمناطق المجاورة لها، حيث كان مصدرا رئيسيا من مصادر النمو الاقتصادي، باعتباره من القطاعات ذات الإنتاجية المرتفعة والنمو المتسارع، والأيدي العاملة الكثيفة، وعلاقاته المتشابكة القوية مع العديد من القطاعات الإنتاجية والخدماتية، وكانت تطوان تبذل جهودا متواصلة للعمل على توفير المناخ الملائم للنمو الصناعي المستدام والقائم على تعزيز التنافسية والتنوع والمعرفة والابتكار.
لكن سرعان ما تم القضاء نهائيا على هذا الاقتصاد بعدما شهد بدايات أزمة مالية تحولت سريعا إلى أزمة اقتصادية بسبب إغلاق العديد من المصانع والمعامل لأبوابها، والقيام بهجرة جماعية نحو مدن أخرى منها طنجة والدار البيضاء.
وهذا عائد إلى سياسة المنتخبين الذين تعاقبوا على المجلس الجماعي للمدينة، وفشلهم الذريع في الحفاظ على الجانب الاقتصادي وإعادة إحيائه والمساهمة فيه، لكن ذلك لم يحدث رغم الفرار الجماعي للمستثمرين الذين كانوا يعانون من بعض المضايقات وشد الخناق عليهم سواء من طرف الجماعة أو عمالة تطوان التي كانت ترفض استقبالهم في كل مرة.
وكان التدخل الملكي صائبا حين خصص مشاريع كبرى لتطوان منها العديد من المعالم الأثرية وعلى رأسها ساحة الفدان، وخصص مبالغ كبيرة من أجل إعادة ترميم وتثمين المدينة العتيقة من أجل إنقاذ تطوان وتحويلها إلى مدينة سياحية، وتهيئة واد مارتيل وغيرها من المشاريع ذات الطابع السياحي.
لكن المشهد من داخل المدينة العتيقة كما هو ظاهر في الصورة حيث يتم تعليق الألبسة والمواد المستعملة عليها من طرف الباعة المتجولين، وهذا ما يؤكد الإهمال واللامبالاة التي تتعرض لها العديد من الأماكن الأثرية خصوصا من طرف السلطة الوصية.
وخرج حزب “المصباح” الذي يترأس الجماعة الترابية لتطوان، بتدوينة على “الفيسبوك” تتوفر عليها “الأسبوع”، يؤكد من خلالها أن المشاريع التي عرفتها المدينة هي بفضل هذا الحزب المسير لرئاسة الجماعة ضاربا بكل المجهودات الملكية عرض الحائط في هذا الموضوع.
فيما اعتبر العديد من المواطنين أن هذه حملة انتخابية سابقة لأوانها، حيث لم يبق أمام هذا الأخير سوى المواقع الافتراضية لترويج مثل هذه الأخبار واستعطاف قلوب الساكنة التي تتساءل عن غياب المجلس المنتخب خلال هذه الفترة التي كان من المفروض عليه التواجد في الساحة وتسخير معدات الجماعة لمواجهة فيروس “كورونا”.