هل أتاك حديث المكتب المغربي للتقاعد ؟
بقلم꞉ د. يوسف الكتاني
لم أزر المكتب المغربي للتقاعد منذ مدة مديدة للعلاقة التي تربطني به عن طريق زبنائي كمحام، وأخيرا احتجت إلى معلومة عن إحدى الملفات فأرسلت الكاتبة فلم تصل إلى حل معهم للاطلاع على الملف ومعرفة أين وصل؟ فأرسلت بعد ذلك المحامي المتمرن ولم يكن حظه أحسن من حظ الكاتبة، ثم أرسلت موظفا سابقا في المالية من ذوي الاختصاص فعجز عن الوصول إلى المعلومة المطلوبة، فلم يكن أمامي آنذاك إلا أن أقصد المكتب شخصيا، وفعلا وجدت نفسي في بناية شاهقة جميلة نظيفة تشرف بلادنا، إلا أن الذي هالني لدى وصولي إلى المكتب هو الازدحام المهول سواء داخل المكتب الكبير، أو في الممرات داخله وخارجه بدرجة مهولة فاجأتني، وحاولت الدخول إلى المكتب المقصود بعد أن قدمت نفسي للبنات المكلفات بالتنظيم والاستقبال، فأصبحت كل واحدة منهن تحيلني على باب آخر من أبواب المكتب أو على موظف مسؤول، وكل واحدة تقول إن الإذن بدخول المكاتب من اختصاص غيرها مما جعلني تائها بينهن، إلى أشارت علي إحداهن بعدما أعطتني رقم هاتف خاص باعتباري محاميا لينظم لي استقبالي والجواب على أسئلتي، وغادرت المكتب بعدما صدقت الأمر إلى الأسبوع التالي حيث اتصلت بالهاتف الذي سلموني رقمه وقالت لي المتكلمة꞉ باعتبارك محاميا أطلب القسم القضائي بالطابق الخامس وسيلبى طلبك، وفعلا اتجهت بعد أسبوع فأعادوا معي سيرة الأسبوع السابق꞉ اتجه إلى الباب الآخر، ويقول لي صاحب الباب الآخر اذهب إلى رقم 8 فهو المختص بالسماح لك للصعود إلى القسم المطلوب، وذهبت عند المسؤول في الرقم 8، وبعد أن عرفته على مهنتي وطلبي أخذ يحملق في ثم هاتف مسؤولا كما قال، وأجابني بعده انتظر قليلا، فانتظرت دقائق فلما راجعته أشار علي أن آخذ بطاقة الانتظار وسط أكثر من مائتي منتظر لعلهم يقضون أياما أو أسبوعا وهم ينتظرون، ولم أقبل جوابه وأكدت له مرة أخرى مهمتي ومهنتي التي تمنعني من الانتظار الطويل للمرافعات التي تنتظرني، لكنه أصر على موقفه وأصررت أنا على عدم تمكني من الانتظار “السخيف”، وغادرت الموظف المذكور بعدما عجزت عن معرفة مدير المكتب أو المسؤول الرئيسي الذي سينصفني لا محالة، ويراعي صفتي التي تراعيها جميع الإدارات إلا هؤلاء المساعدين، ولم يكن أمامي إلا أن أعود إلى مكتبي دون أن أحصل على المعلومات التي قصدت المكتب من أجلها. إن من يزور هذا المكتب الجميل الرائع البناء يعجب من هذا التعامل السخيف الذي يترك زبناءه بالمئات يضيعون أوقاتهم وهم في عمر متقدم، لا يراعون أحوالهم ولا سنهم ولا حاجتهم، ولا يكفيك المئات المنتظرة في قاعة الانتظار فهناك أضعاف ممن يحتلون الممرات والأبواب وهم في حالة خاصة من طول الانتظار، وخشونة المعاملة، وتعريض المنتظرين للمتاعب والقلق والسخط لعدم الاستجابة لمطالبهم ورغباتهم.
لهذا أدعو هذه الإدارة الاستجابة للمواطنين، وتمكينكم من قضاء حاجاتهم، والوصول إلى حل مشاكلهم فإن التنظيم الموضوع من طرف المكتب المذكور لا يحقق مصالح الناس ولا رغباتهم، ويمكن للمسيرين أن يفكروا في حل يضمن تقسيم المنتظرين إلى فئات حسب أيام الأسبوع حتى لا يبقوا في الانتظار الممل بدون فائدة.
وعلى إدارة هذا المكتب أن تسهل للمحامين ومساعدي القضاء الاتصال بالأقسام المسؤولة عن ملفاتهم وقضاياهم، وأنا أربأ بالمكتب المذكور أن يترك قاصديه وأصحاب الحاجة لديه ينتظرون طويلا دون رحمة ولا شفقة ولا عطف من المكتب المذكور، وأدعو الوزير المشرف على هذا المكتب أن يتفضل بزيارته ليقف على الحقيقة بنفسه، ويرفع عن المواطنين هاته المعاناة، وبالله التوفيق.