الأندلسيون الرباطيون يتهيأون للمطالبة بأملاكهم الأندلسية

تعاملت الحكومة الإسبانية مع ملف الأندلسيين الذين هاجروا إلى المغرب بنوع من العنصرية، ففي الوقت الذي متعت فيه الأندلسيين من الديانة اليهودية بكامل حقوقهم لاسترجاع أملاكهم وجنسيتهم وأموالهم عاملت الأندلسيين المسلمين بنوع من اللامبالاة والاستخفاف، لتكون بذلك فرضت وفرقت بين الأندلسيين بالرغم من الأهداف التي تجمعهم من بينها: التشبث بديانتهم الإسلام واليهودية.
الأندلسيون اليهود وجدوا حكومة يهودية، دافعت عنهم وناضلت من أجلهم وضغطت على الحكومة الإسبانية بالرغم من مسافة البعد التي تفصل الحكومتين بحوالي خمسة آلاف كيلومتر حتى انتزعت كل حقوق الأندلسيين اليهود والتي تمت تسويتها في السنة الفارطة، أما الأندلسيون المسلمون وأغلبهم في الرباط وفاس والمدن الشمالية، فإنهم “فرغوا على بطونهم الماء” ولم يهتم أي جهاز حكومي ولا مجتمع مدني بمعاناتهم. وبسكوت الحكومة يبرر ضعفها ومحدودية تحركها خصوصا في مثل هذه القضايا التي تهم آلاف العائلات أشار إلى أسمائها العلامة الجليل المرحوم عبد العزيز بنعبد الله في موسوعة الرباط.
وأمام حكومة إسلامية وعلى رأسها رئيس حكومة من حزب يدافع عن قضايا المسلمين، وها هم مسلمون يقصون من استرجاع أملاكهم من الديار الأندلسية وهم الذين أجبروا وتحت التهديد والنار والسلاح، فقط لأنهم مسلمون.
وقد بلغنا تحرك بعض الأندلسيين والأندلسيات في الرباط وفاس لتنظيم ندوة تحسيسية لإثارة الرأي العام الإسباني بموضوعهم وإجراء اتصالات مع بعض أعضاء الكورتيس الإسباني، وتنظيم لقاءات صحفية مع الإعلام الإسباني، وفتح قنوات الاتصال مع كافة فرقاء المجتمع المدني، لوضعهم في الصورة، صورة الأندلسي الذي تم تقطيعه إلى مسلم ويهودي، فاستفاد هذا الأخير وعوقب الآخر لأنه بدون شك مسلم، فالمسافة التي تفصل المملكة وإسبانيا لا تتجاوز سوى 50 مترا على الحدود الشمالية، ولم تتمكن الحكومة الإسلامية من فعل أي شيء، بينما حكومة يهودية على بعد 5000 كيلومتر، نجحت في حل مشاكل مواطنيها.
فهل تتحرك حكومتنا لتسوية قضايا الأندلسيين الرباطيين المسلمين؟