تحقيقات أسبوعية

دراسات | الدكاترة الذين لقوا حتفهم في ظروف غامضة بالتزامن مع “كورونا”

جائحة "كورونا" بعيون دولية

الصحة مطلب عظيم من مطالب الحياة، بها تكتمل سعادة الإنسان وبفقدها تنغص عليه حياته، فإذا استقامت الأحوال الصحية البدنية والنفسية عند الفرد تتجلى أثارها في المجتمع، وإذا اختلت ظهر الخلل عليه.
فقديما قيل: “الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”، والإسلام اعتنى ببناء البدن بناء سليما ووقايته من مخاطر الجراثيم والأوبئة، وقد قال الله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، لكل أمة أجل، إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)) (سورة يونس الآية 49).
والموت مصيبة كتبها الله تعالى على كل نفس و((كل نفس ذائقة الموت))، والموت حق لا ريب فيه ولا خلاص منه ولا حيلة لدفعه، عجز الأطباء عن رده واستحال الهرب منه على الفلاسفة والعلماء والأثرياء، لا تمنع منه الحصون الشاهقة ولا البروج المشيدة، أو المخابئ المستورة، وحتى الجبال العالية.
نعم، لقد حصدت جائحة “كورونا” حوالي مليون نسمة من الأرواح البشرية في مختلف أقطار العالم وقاراته، بدءا بالصين ثم ببلدان القارة الأوروبية والأمريكتين الجنوبية والشمالية، وأستراليا والهند وروسيا، والبلدان العربية والإسلامية والإفريقية، ومازال هذا الوباء يحصد كل يوم آلاف الأرواح في انتظار وجود لقاح له.

 

بقلم: د. عبد الرحيم بن سلامة *

فيروس “كورونا” عرفته البشرية منذ مدة

    لاشك أن كل ما يحصل في هذا العالم من أمور جسيمة وأحداث عظيمة، تقتضي منا معرفة مسبباتها وما ترمي إليه، ومن هم الذين يقفون وراءها، وما يحملونه من أطماع وسلوك عدواني مخطط له وممنهج للوصول إلى غايات معينة.

وإننا اليوم بحاجة ماسة إلى تحليل موضوع “كورونا” بنظرة موضوعية وواقعية متفحصة، ومحاولة التمعن في ما بين السطور وإيجاد تفسير منطقي لهذا المصاب الجلل الذي هز العالم بأجمعه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، حيث لا تكاد دولة واحدة تخلو منه مع الاختلاف في نسب الإصابات وتفاوتها بين دولة وأخرى.

إن فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19) لمن لا يعرفه، له أصل تكويني قديم، حيث ظهر للمرة الأولى عام 1937 من خلال بعض الطيور، والذي أدى بدوره إلى إصابة المئات منها، ثم ما لبث أن انتقل إلى حيوانات أخرى كالإبل والأبقار، غير أن أول إصابة بشرية سجلت بهذا الفيروس، كانت سنة 2012 في المملكة العربية السعودية، ووصلت الحالات التي تم تسجيلها في هذا البلد حتى نهاية عام 2015، حسب الإحصاءات، 1250 حالة، وكانت طرق انتقال العدوى مقتصرة على من يأكل لحوم الحيوانات التي ذكرنا.

ثم ما لبث أن عاود هذا الوباء الظهور مرة أخرى، كما نعلم، في نهاية سنة 2019 وبداية 2020، ولكن بنوع جديد وفتاك وأكثر شراسة من ذي قبل، بدولة الصين، وصار ينتقل ما بين البشر أنفسهم وهي سابقة خطيرة لم يسبق لها مثيل على صعيد التطور الطبيعي لهذا الفيروس، مما يوحي بأنه قد تم التلاعب به وتطويره جينيا في مختبرات سرية.

وقد أعلن عنه لأول مرة في مدينة ووهان الصينية عندما أخبر به الدكتور ليانغ، الذي سرعان ما كذبته السلطة الصينية – في حينه – واتهمته بنشر أخبار كاذبة وقامت بتأنيبه على تصريحه لاحقا.

وبطبيعة الحال، فإن هناك تساؤلات عديدة تدور في أذهان ملايين الناس في العالم: من هي الدولة التي تقف وراء هذا الفيروس الخطير الذي فتك بالبشرية بالعالم وقتل آلاف الناس وشل الاقتصاد العالمي؟! ومن هي الجهة المستفيدة من ذلك؟ إلى متى ستستمر هذه الحالة مع عدم قدرة الأطباء العالميين المختصين في علم الأوبئة على إيجاد لقاح لـ”كورونا” بعد مرور حوالي سنة على ظهور هذا الفيروس؟

تساؤلات كثيرة تكمن الإجابة عنها من خلال سرد تحليلي لمجرى الأحداث التي رافقت ظهور هذا الوباء.

يقول الأستاذ الباحث ر. د. العبيدي، في بحث له، أن كل ما حصل في العالم هو بتدبير وتخطيط وإشراف من قبل “الدولة الكونية العميقة”، وهي دولة تسيطر على العالم بأكمله وتدير شؤونه وفق أجندات معدة مسبقا وأهداف تريد الحصول عليها.

فهي دولة معنوية مكونة من عدة منظمات سرية غايتها ضرب الاقتصاد العالمي، وإعادة هيكلته وتوجيهه من جديد، وفرض نظام عالمي آخر وفق مقاييس وشروط جديدة تتم صياغتها من قبلهم، وسيستمر هذا الوباء إلى أن يتقبل العالم فكرة التغيير المزمع إجراؤه، وتدير هذه الدولة العميقة نشاطاتها من خلال السيطرة على معظم رؤساء الدول في العالم بشتى الوسائل، سواء بالتهديد والوعيد، أو من خلال تقديم إغراءات معينة كالأموال وغيرها، وكذلك من خلال السيطرة على الإعلام العالمي والمنظمات الدولية وتسخيرها من أجل تحقيق أهدافها، وما حصل في الصين لخير دليل على ذلك، حيث تم اغتيال الدكتور ليانغ، الذي كان يعمل طبيبا في مدينة ووهان والذي يعتبر أول من أعلن عن ظهور فيروس “كورونا” في الصين، حيث كانت السلطات الصينية قد اتهمته بنشر أخبار كاذبة، وقد ادعت فيما بعد بأنه أصيب بالعدوى خلال إجرائه أبحاثا عن هذا المرض وتوفي متأثرا به.

الحادثة الثانية، حصلت في ألمانيا، وتتعلق باغتيال الدكتور رضوان كمون، وهو باحث تونسي مقيم بألمانيا، كان قد أعلن، في وقت سابق، عن إمكانية توصله إلى علاج نهائي لهذا الوباء، وفجأة وفي ظروف غامضة، يتم الإعلان عن موته في وسائل الإعلام المختلفة، في خضم وجود جدل محتدم بين أمريكا وألمانيا حول الحق في إنتاج وبيع هذا اللقاح، وقد صرحت السلطات الألمانية معقبة على وفاته وعلى لسان المستشارة أنجيلا ميركل مكذبة خبر مقتله، فقالت بأنه توفي إثر جلطة دموية، علما أن المستشارة ميركل قد أصيبت بفيروس “كورونا” وشفيت منه كما أكدت الوكالات الإخبارية.

أما روسيا، فهي الأخرى لها نصيب من هذا السيناريو بإعلانها عن انتحار ثلاثة أطباء في ظروف غامضة، وهم طبيبتان وطبيب، في حوادث منفصلة، من خلال الإلقاء بأنفسهم من نوافذ المستشفيات التي يعملون بها، وقد بررت السلطات الروسية عملية وفاتهم بأنها جاءت نتيجة ضغط نفسي كبير تعرضوا له أثناء قيامهم بمعالجة مرضى مصابين بفيروس “كورونا”.

ثم نأتي إلى راعية الديمقراطية المزعومة في العالم ومهد الحريات، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تم فيها اغتيال الدكتور بينغ ليو، وهو طبيب وباحث أمريكي من أصل صيني الذي أعلن بدوره أنه في فترة وجيزة سيتوصل إلى لقاح وعلاج نهائي للوباء المستجد “كورونا”، ثم ما لبثوا أن وجوده مقتولا في بيته.

نكتفي بهذا القدر عن ظاهرة “اغتيال” الدكاترة العلماء الذين كانوا على وشك صنع جرعات لقاح ضد “كورونا”، ونذكر في هذا الصدد أن منظمة الصحة العالمية أعلنت على لسان مديرها العام، بأن الطريق مع “كورونا” طويل وصعب ويتطلب توفير مبلغ 100 مليار دولار لضمان حصول الجميع على لقاح ضد فيروس “كوفيد 19″ لمنع تفشي هذا الوباء، وأن عشرين دولة وحدها تطلب مليار جرعة من اللقاح الروسي المعروف بـ”لقاح سبوتنيك” (sputnik V)، الذي قبلت واحدة من ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتطعيمها بهذا اللقاح الذي اشترت دول كثيرة منه مئات الملايين من الجرعات.

وقد رد ترامب على تباهي بوتين بأول لقاح لـ”كورونا”، بإبرام عقد قيمته مليار ونصف دولار لتسليم 100 مليون جرعة لقاح “كورونا” التجريبي الذي تصنعه شركة “موديرنا” الأمريكية ويصل سعر الجرعة من هذا اللقاح حوالي 30 دولارا، وستحصل الولايات المتحدة مستقبلا على 500 مليون جرعة من لقاحات “كوفيد 19”.

هل عدوى “كورونا” تنتقل عن طريق الهواء والغذاء ومياه الشرب؟

    في الوقت الذي لا تزال فيه العديد من المعلومات تطفو على السطح بخصوص “كورونا” وتوطيد معرفة العلماء بالفيروس المستجد الذي طال 20 مليون إنسان حول العالم، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الفيروس المسبب لـ”كوفيد 19″ يوجد في مياه الشرب إذا كانت هذه المياه تخضع للمراقبة المطلوبة، وكذلك الشأن بالنسبة للمواد الغذائية التي تخضع للنظافة والسلامة الصحية، فقد انتشرت أقوال بأن فيروس “كورونا” كان سبب انتشاره في الصين عن طريق بعض المأكولات التي يتناولها الصينيون وعدم جودتها ونظافتها، ويذكر العلماء المختصون أن الحقائق ستظهر مستقبلا بهذا الخصوص.

هل الحيوانات الأليفة تنقل العدوى الفيروس؟

    تدور التساؤلات حول الحيوانات الأليفة التي تعيش مع أصحابها والمصابة بالوباء هل تنقله للإنسان؟ قام علماء إيطاليون بفحص عينات من 915 كلبا و505 قطط تم جمعها من مارس إلى مايو الماضي في مناطق مختلفة من إيطاليا، وبشكل رئيسي في منطقة لومبارديا، التي كانت من أكثر المناطق المتضررة بالفيروس، وأشارت الدراسة إلى أن نتائج اختبارات فيروس “كورونا” على 1420 حيوانا كانت سلبية، وأن الكلاب أقل عرضة للإصابة، وإنها قلما تنقل العدوى لأصحابها وكذلك الشأن بالنسبة للقطط والخيول.

وفي الختام، هل الطقس الساخن أو البارد له فعالية في نقل الفيروس عن طريق الهواء، لاسيما وأن القارة الإفريقية التي تتميز كثير من دولها بطقس ساخن، كانت بها إصابات قليلة، وعلماء البيئة لم يقوموا حتى الآن بدراسات في الموضوع؟

* أستاذ باحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى