المنبر الحر

عوض إنشاء مراكز لعلاج الإدمان.. هاهم يدعون لتقنين زراعة الحشيش

       إن الذين يدعون إلى تقنين زراعة القنب الهندي، ربما لا يعرفون الأضرار الصحية والعقلية التي ألحقتها هذه النبتة السحرية بشبابنا وشاباتنا ومجتمعنا ككل.

والذين يزعمون أنه يمكن الاعتماد على زراعة الكيف في استخراج بعض مشتقاته لعلاج بعض الأمراض واستعمالها في مسائل طبية، فهم بهذا الزعم يوهمون الرأي المحلي والدولي، ويتجاهلون أن كل عائلة مغربية لها ابن إما مرمي في “بويا عمر” أو إحدى مستشفيات الأمراض العقلية بسبب هذه النبتة، ولا يولون أي اهتمام لتلك الجرائم البشعة التي تقع كل يوم بمدن المملكة، وخاصة الجرائم ضد الأصول التي سببها الحشيش الذي يدافعون عن تقنين زراعته.

فلو كان لهذه النبتة من فوائد كما يدعون، لما تأخرت الدول المتقدمة في زرعه أو استيراده بطرق قانونية من المغرب، وليس بالصعب على الولايات المتحدة أن تزرع هذه النبتة للاستفادة منها طبيا حتى ولو اقتضى الأمر تحويل ترتيبه المعتاد على النمو بها إلى هناك.

تتمة المقال بعد الإعلان

إن الذين يدافعون عن هذه النقطة، لا يهمهم مصير شباب بأكمله، نخر الحشيش جسمه، ولا العائلات المهمشة التي تعاني الأمرين مع ابن لها مدمن أو ابنة، ولا الأمهات اللواتي رحن ضحية أبنائهن المدمنين إما بالقتل أو الذبح من الوريد إلى الوريد، أو الآباء الذين أصيبوا بعاهات مستديمة من طرف أبنائهم الحشاشين.

فعوض أن يبادر هؤلاء إلى إنشاء مراكز لعلاج الإدمان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ها هم يدافعون عن تفشي هذه الظاهرة المسيئة للمغرب والمغاربة، حتى يصبح الحشيش يباع في الدكاكين والصيدليات.

بالأمس، كان الحشيش يدخن سرا مع الحيطة والحذر، واليوم أضحى علنا في المقاهي، في الحانات، في الملاهي وحتى في بعض الأماكن العمومية تجار يبيعون بالجملة وآخرون بالتقسيط، نساء ورجالا، أليس هذا أكثر من تقنين؟ لأن الدولة عندما غضت الطرف عن الحشيش، وتركت الشباب هائم في خياله، لا يفكر في شيء سوى الحصول على “الجوان” مهما كلفه ذلك من ثمن، ناسيا مستقبله وحاله ومآله ارتاحت من هؤلاء الذين فقدوا عقولهم ولم يعددوا خطرا مصالحها.

تتمة المقال بعد الإعلان

الدول الديمقراطية، تفكر دائما في مصلحة شبابها وصحته لأنه العمود الفقري الذي تعول عليه مستقبلا، وتصون صحته وتصرف من أجل ذلك أموالا طائلة، وبذلك جعلت منا شرطي الحدود لحماية شبابها من تلك النبتة الخشبية.

مصطفى بصير (فاس)  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى