المنبر الحر

أكادير | النقل الجماعي هدر لكرامة الإنسان

        أن تركب وسيلة نقل جماعية، (طاكسي أو حافلة) معناه أن تسمح بالدوس على كرامتك كإنسان وكمواطن، فقد قررت أن أتحلى بشيء من المواطنة وأن أستجيب لدعوة المسؤولين باستعمال وسائل النقل الجماعية والتخلي عن السيارة الخاصة، للمساهمة في التخفيف من حدة أزمة المرور والاقتصاد من وقود الطاقة ومن التلوث الناتج عن احتراقه.

 بمحطة إنزكان توقفت مترددا بين الطاكسي والحافلة لاختار هذه الأخيرة لما صاحب دخول الشركة الأجنبية من دعاية تزين استعمالها، وتجنبا للتكدس المفروض على ركاب سيارة الأجرة الكبيرة (6+1)، وهروبا من التسابق لركوبها وما يصاحبه أحيانا من سب وشتم متبادل بين الركاب ونشل خلال التزاحم. وفي رحلة الذهاب والإياب على متن الحافلة اكتشفت جحيم استعمال النقل الجماعي. وإهانة المواطنين والدوس على كرامة الإنسان.

بدأت المعاناة بامتلاء الحافلة واستمرار السائق المغلوب على أمره في التوقف لركوب آخرين رغم تجاوز العدد لسعة الحافلة، ليزداد جحيم العذاب بعد رشق زجاجها بالحجارة احتجاجا من طرف شخص حاول الركوب دون أداء التذكرة. وعوض أن يستمر السائق في السير مراعاة للركاب وربط الاتصال بإدارته للقيام باللازم، أصر على ملاحقة المعتدي ولما لم يتمكن من الالتحاق به، حول مسار الحافلة بمن فيها إلى أقرب مركز للشرطة دون اعتبار لمصالح الركاب المرتبطة بالزمن، وكأنه يحمل بهائم لا بشرا، ولم يبال بالاحتجاجات التي عمت الحافلة والتي اختلط فيها الصراخ والكلام البذيء والسباب.

تتمة المقال بعد الإعلان

خلال العودة تعللت بعدم الحكم على النقل المشترك وركوب الحافلة بسبب أمر طارئ، فاستقلت عائدا حافلة أخرى لأعيش ساعة جحيم الإهانة أكبر من المرة الأولى، لأن المتسبب في إثارة الأعصاب والإحساس بالدونية هذه المرة  مراقب صعد الى الحافلة وبدا يصر على تكديسها كأنه ينقل حيوانات، مما اثار موجة غضب الركاب ردا على تصرفه السلطوي المتعجرف وتلفظه بكلام جارح في حق بعض من اختلف معهم، ولما ووجه بشدة من طرفهم حاول استدرار عطفهم  بان تصرفه ناتج عن القهر الممارس عليه من طرف صاحب الشركة الذي يطلب منهم  تكديس الركاب، وأنهم مهددون بفقدان شغلهم إن سجل (الباطرون) توقف الحافلة وعدم تمكنه من إيجاد مكان للراغبين في صعودها،لان هدفه جني الربح الكبير ولوعلى حساب كرامة الناس. كل هذا

جعلني أشك في كل ما سمعته من مجهودات لخدمة المواطن واحترام كرامته، وقررت ألا أسمع بعد اليوم الكلام المعسول للمسؤولين وأن أعتمد على إمكانياتي باستعمال سيارتي وفي أسوإ الأحوال دراجتي الهوائية، لأنهما تحفظان كرامتي.

محمد الزعماري

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى