تحقيقات أسبوعية

تقرير | السفير البريطاني توماس رايلي: المغرب شريك مميز و نراهن عليه بعد خروجنا من الاتحاد الأوروبي

إسحاق الخاطبي. الأسبوع

    صرح السفير البريطاني في المغرب، “توماس رايلي”، لصحيفة “الإسبانيول” التي أجرت معه حوارا مطولا، تطرق فيه بالتفصيل إلى خلاصة ثلاث سنوات من العمل في المغرب، أن العلاقة التجارية بين المغرب و بريطانيا هي قوية للغاية، كما أن المغرب يعتبر من بين الشركاء المميزين الذين تراهن عليهم بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، و ذلك لعدة اعتبارات منها موقعه الإستراتيجي وقربه الجغرافي، كما أنه مورد مهم للفاكهة الحمراء المستهلكة بكثرة في المملكة المتحدة.

و في جوابه حول إمكانية استمرار بريطانيا تمتيع المغرب بالتعريفة الجمركية المتفق عليها سابقا مع الاتحاد الأوروبي و قيمتها 0% صرح “توماس رايلي”، بأن التخفيضات في الالتزامات الجمركية ستضل قائمة في عدد من القطاعات و من ضمنها ما تم الاتفاق عليه بخصوص حصة الطماطم التي يمكن أن تضل معفاة من الرسوم الجمركية، كما أن هذه الحصة تعادل تقريبا تلك التي تم استيرادها في الماضي لصالح المملكة المتحدة من خلال الاتفاقية الحالية مع الاتحاد الأوروبي.

و بخصوص الاستثمارات البريطانية في المغرب صرح “توماس رايلي” بأن بريطانيا مهتمة كثيرا بالجانب الاستثماري في المغرب، لما يوفره هذا الأخير من يد عاملة رخيصة و مؤهلة، الأمر الذي يمكن الشركات البريطانية من مجاراة السوق الدولية عن طريق توفيرها لمنتجات بأسعار أكثر تنافسية، و قد استحضر السفير مثال لشركة “بومباردييه”، التي تستقر في المنطقة الحرة خارج الدار البيضاء و تنتج أجزاء الأجنحة التي يتم تصديرها إلى “بلفاست”، و هنالك يتم تجميعها و قد علل ذلك بكون التصنيع في المغرب أرخص بكثير مما هو عليه في بلدان أخرى، كما أن العمالة أيضا رخيصة.

و في معرض جوابه على “قضية الصحراء” و الجوانب التي تحيط بها، أكد السفير البريطاني بأن اتفاقية الشراكة التي جمعت المغرب مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص خدمات و منتجات الأقاليم الصحراوية ستضل هي نفسها مع بريطانيا، بما في ذلك ما تم تعديله بعد قرار المحكمة الأوروبية العليا، و أضاف بأن أهم شيء بالنسبة له في الصحراء بغض النظر عمن هو المسؤول عن السياسات هناك، هو أن هنالك أشخاصا يعيشون في الصحراء، و هؤلاء الناس لديهم الحق في الحصول على المياه والتعليم والفرص الاقتصادية وكذلك الاستقرار السياسي، و دور الشركات البريطانية في المنطقة هو المشاركة في التنمية، حيث تعمل على توفير أحد هذه الحقوق، و تزود الساكنة بالمياه العذبة، وبالتالي تمنحهم وصولاً أفضل إلى الصرف الصحي، و هي جد فخورة بهذه الشراكة، و بنفس التوجه كان جوابه على مسألة ترويج المغرب للسياحة العالمية في مدن الصحراء و في مقدمتا مدينة “الداخلة”، حيث صرح بأن مدينة الداخلة جميلة جدا، و تشجيع السياحة بالمدينة هو في صالح الساكنة المحلية التي هي في أمس الحاجة لوسيلة اقتصادية تعينها على مسايرة الحياة، و أضاف بأنه ليس من الصواب أن نمنع السائحين البريطانيين من الوصول إلى الداخلة بسبب قضية سياسية، أما جوابه فيما يخص الاعتراف بخطة الحكم الذاتي التي يتبناها المغرب كحل لقضية الصحراء، فقد كان محايدا، و صرح بأن ملف القضية حاليا بيد الأمم المتحدة، كما تمنى أن يكون الحل عادلا ودائما ويتوافق مع الجهود الجادة والمسؤولة من الجانب المغربي، و بخصوص الثروات الطبيعية بمنطقة الصحراء فقد صرح السفير، بأن فوسفات الصحراء لا يشكل إلا 1.6٪ من إجمالي فوسفات المغرب، كما أن الشركات العاملة بالمنطقة من حقها استرداد عائدها على الاستثمار وهذا أمر منطقي من الناحية التجارية، و ليس للحكومة البريطانية أي دخل في هذا الموضوع، و بخصوص التنقيب على المعادن في البحر فقد صرح السفير، أن هنالك اتفاقيات دولية تنظم التعدين في البحر، كما أن الاستغلال يجب أن يكون معقلنا ويحترم البيئة.

و تطرق السفير “توماس رايلي”، كذلك إلى تفاصيل خطط التنمية التي تخص تحالف المملكة المتحدة و المغرب و التي سيكون لها الوقع الإيجابي على الطرفين، حيث صرح بأن جبل طارق سيستفيد من ربطه بخط للكهرباء مع المغرب، بالإضافة إلى خلق تعاون عسكري بين جيوش التحالف، و هو ما سيمكن الطرفين من تدريبات و مناورات مشتركة.

و في ختام حواره، قال السفير البريطاني بالمغرب، “توماس رايلي”، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يفرض على المملكة المتحدة أن تفتح أبوابها لأسواق جديدة، كما أنها فرصة لمراجعة منظورها بشأن ما يجب أن يكون عليه الشركاء التجاريون، و في مقدمتهم أفريقيا القارة الشابة التي نحن مدينون لها، و بالنسبة لعلاقتنا مع المغرب كشريك تجاري فهيا مختلفة تماما عن باقي الشركاء التقليديين لأن هذا الأخير يعتبر من البلدان الناطقة بالفرنسية، ولديه تنوع اقتصادي جيد، و استراتيجية تنموية خاصة به في إفريقيا، و لا يجب أن ننسى بأن المغرب هو بمثابة بوابة لأفريقيا، كما أن مينائه طنجة المتوسط الذي بدأ مند عشر سنوات فقط أصبح يحتل حاليا المركز الثلاثون في التصنيف العالمي، و يوفر خدمات التصدير في جميع أنحاء القارة السمراء، و بفضل كل هذه المميزات يمكن للمغرب كشريك مميز أن يمنح المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة في القارة الأفريقية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى