فتحية بنيس: “رئيسة الحكومة المقبلة!؟”
بقلم: رداد العقباني
كتاب أبيض لمن يهمه الأمر، أي بصريح العبارة موجه لجلالة الملك محمد السادس، عبارة حسب مصادرنا، عن برنامج لتدبير الشؤون المحلية والجهوية في أفق ما هو أعظم ورصاصة رحمة على تجربة “الإخوان” بالمغرب.
مكان تهييء الكتاب وتوقيت العملية ومسارات أصحاب المبادرة، تطرب وترعب، لأسباب يطول شرحها، خاصة في زمن تحول الدستور من مرجع لرسم حدود سلطات المؤسسات إلى وثيقة للاستئناس والأخطر تحولت حكومة بن كيران إلى مصدر لإشعال نار الفتنة ومحاولة إقحام القصر الملكي لتبرئة فشلها.
أسوق هذه المقدمة للحديث عن مؤشرات بالغة الأهمية بدأت تلوح في الأفق، وتنذر بأن مسلسلا لتناوب حكومي جديد، قادم بسرعة الزمن الانتخابي وصيغة “الانقلاب” على حكومة “اليوسفي”، قادم من الصويرة، “مختبر” قيدوم مستشاري الملك، اليهودي المغربي أندري أزولاي ومن الرباط، “مختبر” “مبادرة توحيدية للمنظمات الحركية الخطيبية أساسا (نسبة للراحل عبد الكريم الخطيب)، دعا لها قادة أحزاب وأصدقاء الخطيب للحفاظ على إرثه حسب تعبيرهم، من انحراف “جماعة إخوانية” تنكرت لماضيها وباعت الماتش، للتقرب من المخزن وريعه السياسي، وقد تتحول مؤسسات “المبادرة الحركية” إلى وعاء لما يسمى إعلاميا بالتيار السلفي الجهادي داخل وخارج السجون، في أفق ترتيب الانفراج المنتظر للملف، بعد الذكرى الأليمة لأحداث 16 مايو(..).
الكتاب الأبيض بالصويرة، من هم “واضعوه”، وما هي مساراتهم وصفاتهم؟
إنهم ليسوا نوابا معارضين في البرلمان ولا ناشطين يساريين ولا مفكرين مشاغبين ولا صحفيين مزعجين، بل أطراف في عالم المال والأعمال، ونافذين في دائرة الحكم، يعرفون مطبخ المخزن من داخله، ويدركون أن “الحرارة الثورية” في المجتمع المغربي وخاصة في أوساط الطبقات الوسطى، لا تتحمل الاستمرار، وإذا استمرت طويلة سوف تحرق “الطجين المخزني” وما حوله.
“لاغارد” رئيسة صندوق النقد الدولي، وضعت تشخيصا خطيرا لحالة المغرب، تذكر بـ”السكتة القلبية” بتعبير الملك الراحل الحسن الثاني: “إن الطبقة الوسطى تضعف يوما بعد يوم في المملكة الشريفة، وإن ثمار النمو لا تصل إلى الجميع، وإن هذا الاختلال أمر خطير ويهدد بقيام ثورات وانتفاضات”.
لنعد لمشروع السيدة “بنيس” قائدة الأوركسترا و”رئيسة الحكومة المقبلة!”؟.
فتحية بنيس (الصورة) هي صاحبة “شعار المغرب أجمل بلد في العالم” وأول امرأة تدير البورصة. امرأة، هوايتها مواجهة التحديات، سيدة أعمال تهتم من منظار المجتمع المدني بالحياة السياسية المغربية، لاسيما مع اقتراب كل موعد انتخابات. عينها الآن على الانتخابات المحلية سنة 2015.
مرضية الملك ووالي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري بشهادتها، حصلت كذلك في استثناء مغربي، على رضى قادة الأحزاب المغربية يمينا ويسارا.
– عبد الإله بن كيران أمين عام الحزب “الحاكم” مؤقتا، يدين لها بالفضل في مساعدته لاختراق عالم النساء النافذات، ولا شك أنه يتذكر أمسية يوم 16 شتنبر 2011، حيث فتحت له فيها منزلها وقلب نساء الطبقة البرجوازية.
– أعضاء اللوبي المغربي المشارك في مشروع “بنيس”: عمر عزيمان حكيم مستشاري الملك والأب الروحي لمشروع الجهوية، وطريدة من العيار الثقيل تسقط في شبكة رئيسة جمعية “منبر المرأة” و”أميرة” مؤسسة “ماروك لير”، هيئة الإيداع المركزي للأوراق المالية في المغرب، والثانية، مريم بنصالح شقرون، رئيسة الباطرونا المغربي، صاحبة مفهوم جديد للمساواة بين الرجل والمرأة، “المرأة ستكون مثل الرجل عندما يتم تعيين نساء بدون كفاءة في مناصب مسؤوليات مهمة كما هو الحال بالنسبة للرجال” (فينونس 8، ماي 2014) والثالث، ادريس اليزمي رئيس مجلس حقوق الإنسان، والرابع، في سابقة تحسب لشجاعته المعروفة، “جمال مخططر” العامل على إقليم الصويرة، “يسلخ” الأحزاب وآليات تفعيل القانون داخل مؤسساتها في موضوع المرأة.
تبقى الإشارة، أن الدكتورة “بنيس” حصلت كذلك على مساندة لوبي أجنبي مكون من شخصيات بارزة مثل “بيرتون دولانواي” عمدة باريز السابق، وفي حوارها مع نفس المصدر “فينونس” ترى أن النساء (يعني زعيمتهم “فتحية بنيس”) ستكن مهيآت لقيادة الحكومة المقبلة بعد نهاية ولاية بن كيران(..).