هل كان إقصاء شركة “المقاولون العرب” سببا في متابعة بنعلو

يتحدث المتتبعون لجلسات المحكمة الاستنافية، التي تنظر من بين قضاياها، في ملف المتهم عبد الحنين بنعلو، المدير السابق لمكتب المطارات، عن الجو الذي تعكر في إحدى الجلسات، حين أفلتت من شفتي بنعلو ابتسامة عابرة، ربما كانت صادرة عن تفاؤله في مسار القضية، وهي جزئية، ترفع من قيمة المحكمة والقضاء، حينما أصبحنا نرى التفاؤل يخرج من مشاعر المتهم، بعد مضي زمان، كان في المتهمون، ينفثون من عيونهم شر التشاؤم، والخوف من الظلم.
وقد تأكد الصحفيون المتتبعون للجلسات الأخيرة في قضية بنعلو، خلو لائحة اتهامه من أية رشوة، أو سرقة، أو تحويل أموال، وهو ما كان المخططون(…) لهذه المحاكمة، يربطونها بما ينشر في الصحف بدفع(…) من بعض الأطراف، وها هي التهم التي يواخذ بها، تتعلق كلها بمخالفات إدارية، وأهم من ذلك، إقصاء مكتب المطارات في عهد بنعلو لشركة “المقاولون العرب”(…) مع الترشح للفوز بصفقة، لأن هذه الشركة، المعروفة، كانت دائما تفوز بصفقات إدارة المطارات وأن هذه الشركة(…) في عهد بنعلو، أزيحت لأن عروضها كانت مرتفعة، لتصدر الأوامر بإزاحة المدير الذي لا يعرف من هي شركة “المقاولون العرب”(…).
وينطلق تفاؤل بنعلو، من حكم القدر.. بتغيير رئيس المجلس الأعلى للحسابات، الذي في عهده تكفل قريب عائلي، من المدير السابق للمطارات، عبد الله سرحان، وقد أصبح رئيسا للغرفة الثانية، في مجلس الحسابات، بتحضير وإعداد(…) ملف بنعلو، وهي الجزئية التي كتبت “الأسبوع” تحت يافطتها ((من يحاسب المجلس الأعلى للحسابات) (الأسبوع، عدد: 12 دجنبر 2013).
“الأسبوع” التي نشرت في عدد 16 يناير 2014، وثيقة صادرة عن إدارة مكتب المطارات، في عهد مديرها السابق، عن “الكتابة العامة، المصلحة القضائية” لإدارة المطارات، وبها لائحة للذين أخذوا سلفات من إدارة المطارات، وبينهم عبد العالي سرحان، قريب القاضي في المجلس الأعلى للحسابات عبد الله سرحان، وقد عنونت “الأسبوع” (عدد: 12 دجنبر 2013) موضوعا بعنوان ضخم: ((إن مدير مكتب الدراسات الذي أسند إليه المجلس الأعلى للحسابات سبق أن عمل موظفا في الإدارة السابقة للمطارات)) ويشهد الله، كما يشهد القضاة أنه لم يصدر أي تكذيب ولا بيان حقيقة عن المجلس الأعلى للحسابات في عهد رئيسه الجديد المشهور باستقامته، السيد إدريس جطو.
وربما هناك جزئيات أخرى(…) يطالب بنعلو بإمتاعه بالسراح المؤقت، للبحث عنها، وكانت “الأسبوع”، لا دفاعا عن بنعلو، وإنما دفاعا عن حق ناشدت وزير العدل، والرئيس جطو بالاجتماع لمناقشة الظروف التي جعلت موظفا سابقا في المطارات يتحول إلى قاض يحرر صك اتهام في حق المدير الجديد للمطارات.
وحتى إذا لم تسمح الظروف(…) بالبحث فيما أسمته “الأسبوع”، “اختلالات المجلس الأعلى للحسابات بين الميداوي وإدريس جطو”، فإن القضية اليوم هي بين أيدي القضاء، والقضاء يعرف، أن عجز أو تخاذل المتهم بنعلو، هو الذي منعه من تكليف محام، بالطعن في القاضي الذي اتهمه، وهو الذي كان من قبل مسؤولا في إدارة المطارات، فهو إذن طرف وحكم.