الجريمة بالمغرب والتحركات الأمنية

يلاحظ هذه الأيام في مختلف المدن المغربية أن رجال الأمن كثفوا من حملاتهم المتواصلة لمكافحة الجريمة والتحدي بكل حزم للمجرمين والمنحرفين حفاظا على الأمن وحماية للمواطنين، وهي باردة حسنة وعمل يستحق القائمين عليه كل الشكر والجزاء لأن الكثير منهم يضحي أحيانا بحياته، وقد حرك هذه الحملات ما أصبح يطلق عليه بظاهرة “المشرملين” والتهديد الخطير الذي أصبحت تشكله هذه العصابات الإجرامية على أمن المواطنين وحياتهم، فانعدام الأمن في بعض الأماكن أدى إلى انتشار الجرائم وجعل المواطنين يعيشون في خوف دائم إذ أن كبريات المدن المغربية تحولت بعض أحيائها إلى نقط سوداء وأماكن خطيرة، نظرا لتفشي الجرائم داخلها بشكل مخيف، ويصول ويجول المجرمون داخلها. ويكفي تصفح ما يكتب في الجرائد الوطنية للوقوف على فظاعة الحوادث الإجرامية التي تقع كل يوم هنا أو هناك أبطالها مجرمون منحرفون أغلبهم من ذوي السوابق هوايتهم السلب والنهب والاعتداء على المواطنين بواسطة ما يحملونه معهم من أسلحة بيضاء من سكاكين كبيرة الحجم، وسيوف، وغيرها، وكأننا نعيش في عهد “السيبة” القوي يسيطر على الضعيف، وقد اتخذ هؤلاء المنحرفون مجموعة من الألقاب يطلقونها على أنفسهم مثل: الوحش، ونينجا، وصعصع.. أو غيرها من الألقاب، إذ أحيانا يتم الاعتداء والسلب في واضحة النهار وأمام أعين الناس ولا أحد يستطيع التحدي لبطش هؤلاء، وحتى البوادي التي كانت تنعم بالأمن والأمان أصبحت مهددة بعصابات سرقة المواشي الذين يملكون وسائل النقل ويملكون حتى الأسلحة لقد آن الأوان لإعادة النظر في الحالة الأمنية ببلادنا، والتصدي بكل حزم وقوة إلى كل من سولت له نفسه أن يخل بأمن هذا البلد واستقراره، ولا شك أن توجيهات صاحب الجلالة لحماية رعاياه والحملات الأمنية المكثفة التي يقوم بها رجال الأمن طبقا لهذه التوجيهات ستعطي أكلها وثمارها.
جد بوشتى (الرباط)