16 مليارا رصدت لتمويل المشروع الذي لا أثر له في الرباط

منذ حوالي سنة ونصف قدمت وزارة الصناعة التقليدية مذكرة مرفوقة بمخطط للتنمية الجهوية للصناعة التقليدية لجهة الرباط، واقترحت حوالي، 16 مليار سنتيم لانجاز مشاريع من بينها: تأهيل “الفنادق” بدريبة الخياطين، ودريبة بنعيسى، وإحداث معهد الفنون التقليدية، والمساهمة في إنشاء مدينة للفنون والحرف بباب البحر، وخلق فضاءات لبيع المنتوجات التقليدية وكل هذه المشاريع برمجت في إطار: “رؤية 2015 للصناعة التقليدية” عرضت لمناقشتها والمصادقة عليها من طرف المجلس الجماعي الذي التزم بأن يكون شريكا إلى جانب مجلس العمالة ومجلس الجهة لتنفيذ المخطط الذي أصبح قرارا ملزما لإخراج هذه: الرؤية ـ القرار، إلى حيز الوجود، وها نحن، وبعد شهور ستحل علينا السنة الموعودة 2015 ولا “رؤية” أو حتى “حس” أو “خبر” لما ثم الاتفاق عليه وبرمجته!
والرباط: حظيرة الفنون، ورمز الأصالة وعبق التاريخ، وروح التقاليد وكنز الآثار، ها هي تحشر في برنامج عام، وكأنها قرية تتهيأ لطرق وتذوق واكتشاف الصناعة التقليدية في حين هي رائدة ومبدعة وخلافة ومبتكرة لأهم الصناعات ذات الفن الأصيل، هذا الفن مع الأسف، بدأ يتراجع ويتقهقر، وبعدما كانت الرباط منتجة أصبحت مجرد عارضة لمنتوجات تصنع خارجها. فأين هي صولة الزربية الرباطية، التي لم يعد لها أثر في المدينة؟ وأين هي مصانع الحصير، والبلغة الرباطية، والطرز الرباطي. والطربوش الملكي، والبدعية، والقفطان، والمجدول المحلي وغيرها من الروائع الرباطية التي اختفت في عهد الوزارة والمندوبية الجهوية والمندوبية الإقليمية والغرفة الجهوية والإقليمية وممثليها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وفي مجلس المستشارين ومجلس الجهة ومجلس العمالة، وكأن هؤلاء “لقتل” الصناعة التقليدية المحلية وليس لإنعاشها وتطويرها والنهوض بمستوى عيش العاملين فيها.
بكل صراحة القطاع تسلط عليه التجار الذين يتاجرون ويبيعون ويجلبون السلع من خارج المدينة، وهم الذين يحتلون المناصب التمثيلية للصناع التقليديين، أما المبدعون الفنانون الصناع الحقيقيون فهم يعانون من الفقر والتهميش والأمراض، وهؤلاء يذوبون ويحترقون في حوانيتهم الآيلة للانهيار في المدينة العتيقة والأحياء الشعبية، بينما أصحاب “الشكاير” يتبرعون على حسابهم وعلى صناعتهم ومهارتهم وعرق جبينهم، وليس بعيدا بأن ينعموا ـ أصحاب الشكاير ـ بـ16 مليارا المخصصة للصناع التقليديين، فهل وصلت الرسالة.