المرأة الصويرية بين فن الملحون والنساء الهداويات
هناك فرقة من النساء تعاطين لفن الملحون بمدينة الصويرة، أذكر منهن السيدات التالية أسماءهن: للافاطمة بنت قوفة المعروفة في الوسط الفني والصويري باسم (اكويترا) لقد كانت في زمنها رحمها الله تعالى تحتل قمة الحفاظات لقصائد ملحونية بل كانت تمتاز عنهن لكونها زيادة عن هذا كانت تعزف بمهارة فائقة على آلة الكمان. ففي آخر أيام من حياتها الدنيوية باغتتها الموت وهي ماسكة بآلتها الموسيقية وتعزف عليها أثناء حصة تدريبية بمنزل بحي آهل اكدير عند صديقتها الحميمة، والحفاظة بدورها المرحومة حليمة بنت الفقيه الداهية. كما كان هناك فريق من السرادات لقصائد ملحونية متكون من السيدات التالية أسماءهن: للاباتول داالفيلالي – للا بنت الزهوا – للاكبورة تباركات – للا ارقيية ابا بلعيد الهوارية – للا ابريكة دا الغازي – للا امينة التامونا – للااحليمة صابر- للاحجوبة اد باسيس – للاالوادنونية – للا بنت الباشا بلا – للاحجوبة بنت الغربا… ففي الثلاثينات من القرن الماضي كانت توجد بمدينة الصويرة فرقة من النساء الهداويات تترأسهم المرحومة للاطامو التي كانت تضرب على الهراز بمهارة فائقة وتحفظ عن ظهر قلب أقوال الحكماء.
وفي أوائل الأربعينيات تخلت عن طريق سيدي هدي لهمام لتدخل للطريقة الحمدوشية من بابه الواسع إذ كانت تشاركهم الحضرة كما أنها كانت تحفظ عن ظهر قلب حزب الشيخ سيدي علي بن حمدوش. كانت رحمها الله تقطن بدرب سيدي عبد السميح المتفرغ عن سوق ملاح القديم من جهة ومن جهة أخرى على سوق الحدادين وكانت تمتهن حرفة تبييض جدران المنازل بل حتى الدكاكين التجارية بمادة أحجار الجير. أما السيدة عائشة يحيا كانت تمتهن منصب (عريفة) ولها مكان خاص بها بحي أهل أكادير كان يحمل اسمها واسما آخر هو “دار الدقة”، إذ كان هذا المحل في وقته مخصصا لمعاقبة النساء الخارجات عن جادة الصواب مع أزواجهن. فهذا المكان أصبح اليوم عبارة عن روض للأطفال.
حفيظ صادق (الصويرة)