جهات

هل تحل جائزة “نوبل” في الرباط؟

تمنينا في السنة الفارطة، بعد الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز “نوبل” العالمية لسنة 2013، بأن تحظى مملكتنا بهذه الجائزة في سنة 2014، وعبرنا عن أنها أمنية شعب بكل طاقاته ومكوناته ولا يوجد فرد واحد لا يحلم بحدوث المفاجأة السارة ولا نقول: المعجزة، مادامت المملكة مؤهلة لاحتضان “نوبل” ليصير معلمة  من تراثها وتاريخها الحافل بسجلات من أسماء مفكريها وأدبائها وساستها، وأطبائها وخدام الإنسانية بكل تفان وتطوع، لذلك لا يمكن إلا أن تكون مفاجأة سارة وليست معجزة.

وفي مدينة الرباط عاصمة المملكة مشتل خصب من علماء في المستوى العالمي ومن النوع النادر، بدون شك وصلت أصداؤهم إلى مقر المؤسسة السويدية الراعية لجائزة “نوبل”، هذه الجائزة التي حلقت في عاصمتين متوأمتين، أختين لمدينة الرباط هما: القاهرة عاصمة مصر وصنعاء عاصمة اليمن.

وللرباط آثار وإنجازات خلدتها في تلك المدينتين، عربونا على أواصر الأخوة وتقارب الأفكار، وانسجام المواقف، فلقد تبرعت بتشييد حديقة وسط القاهرة، على الطراز المغربي والتصميم الأندلسي المؤثث بالزليج البلدي المزخرف بالزخرفة الرباطية والمزين بنافورات صنعت هنا في الرباط، وأشرف على ورش إحداث الحديقة المهندس نور الدين بنعباد، ونعتقد بأنه تقاعد الآن، وقد مكث في العاصمة المصرية زهاء ثلاثة أشهر رفقة فريق تقني حتى أنجزوا معلمة حازت على الجائزة الأولى وافتتحها رئيس الدولة وسميت: “حديقة المغرب”. وفي مدينة صنعاء قاد التقني: الناظر، وهو متخصص في البستنة الراقية بمصالح الولاية، وتقاعد منذ مدة وانقطعت أخباره إلا من روائعه الخالدة ومنها الحدائق والمناطق الخضراء التي صممها ونفذها وسط العاصمة اليمنية. وستقولون ما علاقة التوأمة والتآخي والمهندس والتقني والقاهرة وصنعاء مع جائزة “نوبل”، علما بأن ذلك العمل كان في التسعينيات؟، فهناك مثل فرنسي رائع يتداوله الفرنسيون ويؤمنون بوقوعه بما معناه: “أبدا اثنان دون ثلاثة”.

فالإثنان هما الأختان: القاهرة وصنعاء اللتان فاجأتهما المؤسسة السويدية بجائزة “نوبل”. والثالثة هي الأخت، الرباط، فالأخوات الثلاث: القاهرة وقد شرفها الكاتب الروائي المعروف في حاراتها العتيقة والعالم العربي، بالجائزة الثمينة، وصنعاء وقد أهدت للعالم وردة فيحاء من مناضلاتها صاحبات المواقف الشجاعة والنبيلة من أجل السكان، سكان اليمن السعيد، فهل تنضم إليهما أختهما الثالثة الرباط. ليتحقق مدلول المثل الفرنسي؟ لا ندري، وكل ما نعرفه هو أن المؤسسة السويدية لها قوانينها، واستقلاليتها التامة عن أي ضغط أو تدخل أو محاباة ولا تتأثر إلا بما يمليه عليها الضمير النزيه، مما جعل من قراراتها الصائبة، وكأنها قرارات شعبية محلية للبلد الذي سيتشرف باختيار أحد مواطنيه للجائزة القيمة، وكثيرا ما يكون من الصامتين الموارين المختفين عن وسائل الإشهار والإعلام والدعاية.

وفي الرباط كفاءات كثيرة من هذه الباقات التي وظفت عقولها وإمكانياته لخدمة الإنسانية وفي كل المجالات ومنذ حوالي 40 سنة ولا تزال إلى اليوم بدون دعاية ولا حتى إعلان أو خبر، وفي الرباط حكماء سياسيون وأساتذة مبرزون في الطب والهندسة والفلسفة، وحقوق الإنسان، والعمل الاجتماعي الهادف إلى ضمان المعرفة والاستفادة من تجارب وتضحيات قدماء رباط الفتح، ونتمنى بأن تكون جائزة من جوائز “نوبل” 2014 من نصيب المملكة ولو إرضاء للمثل الفرنسي الشهير: “أباد اثنان بدون ثلاثة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى