هل لازال السماسرة يتلاعبون في التعيينات السامية
الرباط. خاص بالأسبوع
بعد الضربة الموجعة التي تلقاها السماسرة المعتادون(…) حين فاجأهم الملك محمد السادس، بتعيين عمر هلال مندوبا دائما للمغرب لدى الأمم المتحدة، دون انتظار للجزئيات الثانوية من قبيل موافقة المجلس الوزاري، وأرسلت أوراق الاعتماد بطريقة استثنائية، حين فوجئ الموظف السابق في هذا المنصب لوليشكي بقرار توقيفه بعد أن استسلم وتعود على النعاس، في مقعده الشبه دائم بالأمم المتحدة، حتى صحاه الأمين العام بان كيمون بتصريحه الخطير، الذي طالب فيه بتقرير المصير بالنسبة لما أسماه الشعب الصحراوي، الشيء الذي جعل الملك محمد السادس، يفاجئ الأمين العام بتلفون صارم، سمعت أصداءه وزارة الخارجية الأمريكية التي دخلت لتبريد الأمين العام الأممي، وربما اكتشف العاهل المغربي السبب، ففاجأ بتعيين دبلوماسي مغربي ننشيط عمر هلال محل لوليشكي الذي كان مطمئنا على دوام منصبه، مادام الذين عينوه هناك، لازالوا نافذين في الديوان الملكي.
وبينما اتخذت في وزارة الخارجية، الاستعدادات لمسايرة التعليمات الملكية، بتجديد الهياكل الدبلوماسية المغربية المتجمدة(…) ليتم استدعاء الاتحادية نزهة الشقروني، رغم الأخطاء التي سجلت في شكل فضائح في السفارة المغربية، منذ أن كان ولي أمرها، الرئيس عبد الرحمن اليوسفي، الذي عينها سفيرة في الكندا وسماها في إحدى خطبه “نجمة الحكومة” منذ حوالي سبع سنوات، كما تقرر استدعاء قيدوم الدبلوماسيين المغاربة(…) في لبنان، علي أومليل، تسع سنوات هو أيضا، ووضع نقطة النهاية، للسفير المدلل من طرف وزيره الفاسي، رشد بوهلال في واشنطن، والذي كشفت الزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن، الفراغ المهيمن على سفارة المغرب، في عاصمة أكبر دولة في العالم، واشنطن، ليكشف المختصر المفيد، أن مجموعة من سفراء المغرب حولوا سفاراتهم إلى مراقد مريحة، في الوقت الذي يتواجد حولهم، مشاغبون نشيطون متحركون من مبعوثي وسفراء البوليساريو، الذين لا ينامون(…) ليجد المغرب نفسه أمام وضعية عالمية خطيرة، تتساقط فيها على المغرب مصائب من كل جهة.
وقد علمت الأسبوع مؤخرا، أن الأيادي الخفية(…) هنا في الرباط، بدأت تزايد على بعضها هذه الأيام، لاستغلال فرص البحث عن سفراء جدد، تفرضهم الوضعية الخطيرة للدبلوماسية المغربية، فإذا بنا نسمع أن أحد القطبين المكلفين بالدبلوماسية(…) بدءا يتبادلان المصالح(…) لدرجة تجاوزت الأخلاق، بعد أن أصيب رئيس مكتب القدس، الشريف مولاي عبد الكبير العلوي بالمرض، فأصبح طرف من الطرفين(…) يفاوض الطرف الآخر، عارضا تعيين مرشح جديد، لخلافة عبد الكبير العلوي، بشخصية مرضي عليها من طرف المصالح الإسرائيلية(…) لاحتلال هذا المنصب الاستراتيجي(…) الداخل في نفوذ أمير المؤمنين، رئيس لجنة القدس، بعد أن صرف العلوي المدغري جهودا جبارة لكسر محاولات إبعاد المغرب عن لجنة القدس.
وبالمقابل، تكون للطرف الثاني، فرصة تعيين أو اقتراح اليد اليمنى للمستشار الفاسي، وهو الوزير السابق العمراني، في منصب سفير المغرب في واشنطن، الجديد، ليبقى استمرار السياسة نفسها.
هذه هي الصفقة التي عرفت الأسبوع بخباياها، برهانا على أن الناس، لم يفهموا القصد الملكي من التعيين الاستعجالي، لتعيين هلال في منصب سفير المغرب في الأمم المتحدة.
وهكذا هو الامتحان، الذي تجتازه الدبلوماسية المغربية، للانقضاض على مناصب السفراء الجدد، علما بأن الوضعية العالمية للمغرب، دخلت منطقة الخطر، الذي شعر به الملك عندما سارع إلى تعيين هلال بالأمم المتحدة، ولاشك أن جلالته اكتشف فشل المرحلة السابقة، وخطورة تعيين الأصدقاء لأصدقائهم، بعيدا عن المصلحة العليا للبلاد.