ثقافة و منوعات
ثقافة | الفنانون المغاربة يطالبون العثماني بتدابير ملموسة لمواجهة الإفلاس الذي فرضه فيروس “كورونا”
تزامن يوم الجمعة الماضية، مع ذكرى اليوم العالمي للمسرح، وكل مسارح العالم مغلقة، والممثلون وصناع الفرجة المسرحية في عطالة مؤقتة واضطرارية، جراء تفشي وباء كورونا عبر القارات.. والمغرب ومسرحيوه في ذات الخندق، في التزام تام بقواعد اللعبة الحربية ضد الفيروس الغاشم.. ومع ذلك، فنحن معشر فناني الدراما، مجبولون على خلق هوامش للفرح ومسالك لمواصلة الإبداع والاحتفاء بالمسرح والانتصار للجمال والحياة، إلا أننا نعيش اليوم، في المغرب وفي كل أرجاء العالم، ظروفا صعبة تنضاف لطبيعة عملنا المتسمة أصلا بالهشاشة والمخاطر كغيرها من المهن التي نقتسم معها نفس الطبيعة، وهي ظروف لم نخترها بمحض إرادتنا، وإنما حتمتها علينا عوامل خارجية مفروضة لحماية الناس والحياة، والمتمثلة في إجراءات الحجر الصحي لمواجهة تفشي الفيروس اللعين حتى لا يتمادى في خنقنا وخنق البشرية جمعاء، ومن ثمة دعت الضرورة القصوى إلى إغلاق المسارح وفضاءات العروض الفنية، وبالتالي، توقيف عجلة الإنتاج الدرامي وضياع وفقدان فرص الشغل في هذه الظرفية بالذات، حيث يزدهر ربيع المسرح عادة بالعمل والعروض والفرجات.
أمام هذه الظروف القاسية، التي تعيشها شرائح واسعة من المواطنين المتسم عملها بتقطع الدخل، بادرت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إلى إصدار بلاغ بتاريخ 14 مارس 2020، تحث فيه منخرطيها وسائر الفنانين على التعامل الجدي والإيجابي مع التوجيهات الصادرة عن السلطات الحكومية المختصة، الأمنية والصحية، ومنها “الامتثال لكل الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية المعنية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وأهمها تجنب التجمعات واتخاذ الاحتياطات اللازمة والالتزام بشروط الوقاية الضرورية”.. وبتاريخ 17 مارس 2020، وجه المكتب الوطني للنقابة رسالة لرئيس الحكومة يشعره فيها أن النشاط الفني عموما، وفنون العروض الحية تحديدا، من النشاطات المهنية التي تتوقف ممارستها على وجود التجمعات الكبيرة للأفراد، سواء داخل القاعات أو خارجها، وقد أدت الإجراءات الاحترازية في الظرف الحالي إلى اتخاذ القرار بوقفها أو تأجيلها أو إلغاء عدد من المواعيد التي كانت مبرمجة، ويتفهم سائر الفنانين المغاربة، ومنهم مهنيو الفنون الدرامية، هذه الإجراءات، ويعتبرونها أمرا ضروريا، بل مطلوبا ومحمودا، للحد من تفشي الوباء، لأن السلامة الصحية للمغاربة فوق كل اعتبار وهي انشغالهم الأول، غير أنه من الواجب أيضا، ومع تقدير طبيعة الظرف الاستثنائي وإكراهاته، التنبيه إلى أن هناك كلفة اجتماعية شديدة على العاملين في المجال كغيرهم في مجالات أخرى، ممن لا مورد لهم سوى عملهم المتواصل والمتسم بالتقطع، والذي يتعذر عليهم ممارسته في الظرف الراهن، مما يمس لا محالة بالشروط الدنيا للعيش لفئة واسعة من هذه الشريحة، بالنظر إلى حالة الهشاشة الاجتماعية التي يعاني منها القسم الأكبر من العاملين في المجال الفني، والتمس المكتب الوطني في رسالته لرئيس الحكومة، تبسيط المساطر والإسراع بصرف ما تبقى من دفعات الدعم العمومي الذي تمنحه للمؤسسات والفرق المسرحية، كل من وزارة الثقافة والشباب والرياضة / قطاع الثقافة، والوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا المؤسسات التابعة لها، وذلك بالنسبة لكل المؤسسات والفرق التي أنهت التزاماتها حتى تتمكن من استيفاء ديونها على الدولة وأداء أجور المهنيين، وتعطيل البنود المتعلقة بآجال الدفعات في العقود المبرمة ما بين الداعمين الحكوميين والمؤسسات التابعة لهم والجماعات الترابية بالنسبة للالتزامات غير المكتملة التنفيذ، وفق ما هو منصوص عليه في النصوص التنظيمية المعتمدة لهذه الغاية، وتسبيق جزء من المبالغ المتفق عليها في العقود إلى حين استكمال تنفيذ الالتزامات بعد انفراج الأزمة.
تتمة المقال تحت الإعلان