جهات

الرباط | الجماعة عبر مكتبها الصحي البلدي مسؤولة عن وقاية وعلاج الرباطيين من الأوبئة المعدية

    من الاختصاصات المهمة المسنودة للجماعة، وقاية وعلاج الرباطيين من الأوبئة المعدية، حتى إن أكبر قسم “مكلف” فيها هو المكتب الصحي البلدي، الذي ينفرد في وثيقة الميزانية بصفحة كاملة من الاعتمادات المالية للقيام بمهامه، وتحت تصرفه بنايات وعتاد وسيارات، وهو مستقل عن مقرات الجماعة والمقاطعات ومجلس العمالة.. فهل سمعتم بعملية واحدة تدخلت فيها الجماعة، مثل التلقيح ضد الزكام، والتطعيم ضد الفيروسات، والتدخل لحث السكان على الوقاية من مرض السكري وغيره، بالرغم من رصد بنود مشحونة بعشرات الملايين وأخرى بالمئات، لشراء الأدوية والتلقيحات.

والواقع، أن هذا المكتب المهم المكلف بصحة الرباطيين الممول بضرائبهم، تكلف بمهمتين فقط: مهمة تأكيد الوفاة وتزكيتها بشهادة الدفن، ومهمة “محاربة” سكان القواديس من فئران و”طوبات” و”سراق الزيت”، وبالتالي، فلا تربطه أي علاقة بالإنسان، فهو مجند بعد حدوث وفيات، لتسهيل الدفن ومحاربة – في المنام – الجرذان وحشرات تمكنت كل الدول الأوروبية والإفريقية والعربية من التخلص منها نهائيا، ليس بالحرب وملاييرها، وإنما بفكرة تطعيم “قوتها” بمادة العقم من التناسل حتى انقرضت نهائيا، دون “قتل” ونهب الملايير منذ 50 سنة باسم الحرب على مخلوقات ضعيفة وربما بريئة من تهمة العدوى بالأمراض مادامت في حدود “قواديسها”، بينما العدوى الحقيقية هي التي تنخر اليوم الرباطيين من زكام والأمراض الصدرية والحصبة والأوبئة التي تتسلط بدون إذن ولا سابق إنذار، فما دور الجماعة عبر مكتبها الصحي، هل لتنظيم مداومة للإسراع في تسليم شهادات الدفن، أم لإنشاء خلية للطوارئ بالتنسيق مع المصالح الصحية الإقليمية للتصدي لأي خطر محتمل؟ علما أنه حتى زيارة المؤسسات التعليمية للاطمئنان على صحة التلاميذ، قد حذفت.

وإذا تخلى المنتخبون عن واجبهم الوقائي من الأوبئة، فإننا نتساءل عن الإجراءات المقترحة لحماية الرباطيين من وباء “كورونا” مثلا، في الوقت الذي نرى فيه معظم منتخبينا منشغلون حاليا بـ”وباء” الانتخابات، هل باللائحة أم بالاقتراع الفردي؟ هل بالميزانيات والسيارات والتعويضات و”الهميزات” والصفقات، أم فقط بالتطوع؟ وفي هذه الحالة، سيكثر اللغط على الاعتداء والاغتيال والاستهداف للديمقراطية “ورزق” المناضلين الديمقراطيين، وسـ”يولولون” و”ينحبون” على رفاقهم في “النضال” وهم بالمئات بين يدي العدالة بتهم الاختلاسات والاختلالات، وسيحيلون موضوع “كورونا” على الحكومة وتتعالى أصواتهم في المجالس على قهر الشعب وإهماله، بينما هم “القاهرون”.. وقانا الله جميعا من هذا الفيروس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

 

 

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى