النواصر | المنعشون العقاريون يتربصون بغابة طماريس
النواصر – جواد البوهالي
تحتفل دول المعمور كل سنة باليوم العالمي للغابة، في الوقت الذي نكرر نحن في دار بوعزة بإقليم النواصر نفس التساؤل عن الحالة التي وصلت إليها غابة طماريس 1، حيث أصبحت مطرحا للأزبال، والنفايات، ومكانا للرعي الجائر، ومرتعا لكل من أراد قضاء حاجته بمختلف أنواعها(..) ناهيك عن الوضع الذي أصاب معظم الأشجار التي بترت أغصانها بطريقة عشوائية بهدف استعمالها حطبا ووقودا للنار من طرف ساكنة الدواوير المجاورة كما أن سلوكات عدد من الأشخاص الذين اتخذوا من الغابة حلبة للدراجات النارية ذات الأربع عجلات، ومنهم من جعل الغابة كمرسى لقوارب الصيد التقليدي، في غياب مخطط بيئي للمجلس البلدي بدار بوعزة يساهم في الحد من هذا التدهور الذي تعرفه الغابة التي عُرِفت حتى وقت قريب على أنها المتنفس الطبيعي الأول لمدينة الدار البيضاء.
وبالرغم من وقوع الغابة بموقع استراتيجي هام محادٍ لسواحل المحيط الأطلسي إلا أنها تعاني من الإقصاء والتهميش من طرف المسؤولين المحليين، والمركزيين، وتبقى هذه الغابة غير محروسة نظرا لعدم وجود حارس قار فيها اللهم بعض دوريات المراقبة التي تجوب المنطقة بشكل متقطع ومحتشم يقودها بعض حراس المياه والغابات(..).
وللإشارة، فهذا المنتزه الطبيعي يستقبل وفودا كبيرة من زوار المنطقة خلال العطل وأيام السبت والأحد من كل أسبوع، وكذلك طيلة أيام فصل الربيع والصيف.
ويؤكد أحد سكان قبيلة اولاد جرار القدامى أن السر وراء تسمية هذه الغابة بهذا الاسم هو توفرها على شجر الطماريس؛ هذا النبات الذي يغرس فوق الرمال الموجودة بجنبات الشاطئ لقدرته على الاستمرار، حتى لو غرس في بيئة وتربة شديدتي الملوحة، مضيفين أن هذا النبات معرض للانقراض إذا لم يتم التدخل لإنقاذه.
وأمام هذا الوضع يطالب المجتمع المدني المهتم بحماية البيئة في دار بوعزة بضرورة التدخل لحماية هذا الغطاء الغابوي المحلي عن طريق حراسته، وتنظيفه، أو على الأقل وضع إشارات توعوية بأهمية النظافة وتنصيب علامات تنبه باجتناب أسباب الحريق متسائلا ألم يدرك بعدُ ُالمسؤولون بأن تدمير هذا الفضاء الغابوي والإجهاز عليه سيفقد المنطقة توازنها البيئي، والإيكولوجي في زمن يسيل فيه لعاب المنعشين العقاريين على الوعاءات العقارية(..).