رغم المرارة والشعور بالغبن جراء إقصائهم من المشاركة في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، ينكب الكتبيون على الإعداد للدورة الثالثة والعشرين للمعرض الوطني للكتاب المستعمل، الدورة التي اختاروا لها شعارا دالا على انخراطهم التام في الشأن الثقافي والعمومي للبلاد: “الثقافة في قلب النموذج التنموي”، والتي يعملون على أن يجعلوا منها دورة متميزة في مسيرة المعرض.
وبالمناسبة، يصر الكتبيون على توضيح أنهم قد طووا صفحة ما حدث خلال المعرض الدولي، وأنهم قد استخلصوا دروسها بدليل أنهم تراجعوا عن تنظيم أي احتجاج وتجنب أي تصعيد خلال فعالياته، لأنهم واعون بأهمية تلك التظاهرة تربويا وثقافيا، وبمركزيتها في الصورة العامة للبلاد، كما أن الكتبيين لا يحملون أي ضغينة لأي جهة كانت، ويعتبرون أن العمل الثقافي عمل تكاملي لجميع مكونات المشهد الثقافي، ما دام الهدف واحدا، رغم اختلاف المناهج والطرق، هدف تثقيف المجتمع والرقي بأفراده وبمعارفهم وأذواقهم.
تلك إذن، هي التوجهات والمبادئ المتحكمة في عمل الكتبيين، والتي نصر على توضيحها مرارا، وهي التي توجه اختباراتهم، خصوصا في اختيار العناوين الكبرى لدورات المعرض الوطني للكتاب المستعمل، الذي ستكون دورته القادمة مناسبة للاستماع إلى أصوات عدد من المثقفين والباحثين فيما يخص النموذج التنموي الذي نريده لبلادنا.