الباكوري يفضل “الرحامنة” على “باب برد”
اقتحم جزء من قياديي الأصالة والمعاصرة قلعة زراعة “الكيف” بشمال المغرب بمنطقة باب برد، في لقاء تواصلي كبير السبت الماضي مع المزارعين، تحول للقاء لمحاكمة رجال الدرك ولتقديم الشكايات والسعي إلى الوساطات من أجل التخلص من قبضة السلطة وابتزازاتها.
هذا اللقاء الذي حضره مئات المزارعين للعشبة بباب برد والنواحي وقاطعه آلاف الآخرون خوفا من المخزن، أعلن خلاله بنشماش أن 48 ألف مزارع للكيف بالمنطقة يعيشون الظلم والقهر بسبب هذه الزراعة، وتتم عبر الوشاية الكاذبة التي لا تبنى على مساطر صحيحة.
إلى ذلك، بحث بعض المزارعين عن الأمين العام مصطفى الباكوري من أجل انتزاع دعمه لهم في هذا الموضوع، فلم يجدوه خلال هذا اللقاء، وهو الغياب الثاني عن موضوع الكيف بعد اللقاء التواصلي الأول بالبرلمان.
وبالتزامن مع لقاء باب برد كان الباكوري رفقة فتيحة العيادي خلال نفس اليوم يشرف على لقاء المؤتمر الإقليمي للرحامنة، وهي المنطقة التي تحتل مكانة خاصة في مشروع حزب الأصالة والمعاصرة، حيث تعود لمؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، فهل هي الصدفة أم هناك انقسام في الموقف داخل البام من موضوع “الكيف”، علما أن تقنين زراعة “الكيف” ملف مثير يستغله منافسو الحزب كثيرا في الداخل وخصوم المغرب في الخارج؟
وكان بنشماس قد قال خلال اللقاء الذي انعقد حول تقنين نبتة “الكيف” في مدينة شفشاون، بعد يوم واحد من لقاء “باب برد”، “لا وجود لا لضوء أحمر ولا يحزنون.. نحن حزب مسؤول، نشتغل في دستور جديد، يعطينا الحق لنفكر ونبادر.. هل أخطأنا أم أصبنا، هذا كلام آخر.. لكن، أود أن أقول، لكل من يعتقد، أن هناك ضوءا أخضر، أو أن المخزن يحرك مبادرة تقنين الكيف، أو يصرفها عن طريق الحزب، لقد أخطأت، ويجب أن تغير النظارات”.
وكان بنشماس المعروف بقربه من جناح إلياس العماري قد قال في اللقاء السابق “إذا كانت الدولة استطاعت في ظرف 13 سنة الماضية مع العهد الجديد بقيادة جلالة الملك محمد السادس، القيام بأوراش إصلاحية كبرى، ومن بينها ورش المصالحة مع منطقة الشمال على وجه الخصوص، فإن عليها (الدولة) أن تدشن لمرحلة المصالحة مع أبناء المنطقة من مزارعي الكيف، فلا يمكن القبول بتاتا بأن يكون كل هؤلاء موضوع متابعات قضائية”. واستعرض بنشماس بعضا من الجوانب المرتبطة بتاريخ زراعة الكيف، الممتد على مئات السنين، وصولا إلى المرحلة التي فكرت فيها الدولة بإنجاز برامج زراعات بديلة لنبتة “الكيف” بتمويل من الاتحاد الأوروبي، غير أن هذه البرامج سرعان ما أثبت الواقع فشلها بعد سنوات، خصوصا وأن المعطيات الواقعية الميدانية تشير إلى أن تربة أراضي المنطقة لا تقبل سوى “الكيف” كمنتوج، حسب مصادر إعلامية.