جهات

كواليس جهوية | إيموزار كندر.. المدينة المقصية من التنمية

       لم يشفع للمدينة موقعها الجغرافي ولا الطبيعي، ولا مؤهلاتها السياحية، ولا قربها من مدينة تاريخية وعلمية كفاس، ولا الممر الذي يربطها بمدينة إفران السياحية على أن تحظى هي الأخرى بالاهتمام لكي تعيد مجدها الذي ضاع بسبب الإهمال واللامبالاة. فلا يختلف اثنان على أن ما يجري في بوابة الأطلس هو تقهقر ورجوع إلى الوراء(..) كان ينتظر مع مجيء الزيارة الملكية أن يرفع عنها الحيف والتهميش اللذان طالاها لسنوات، كأنه نحس لا يفارقها، لكن لا شيء من ذلك حصل، بالعكس الكل متذمر وناقم على ركام من المشاكل الذي ترزح تحته المدينة(..).

لقد غاب الحل السلمي وعوض بما وصفه بعض المواطنين بـ”الإجرامي” والمقصود هنا الطريقة التي يريد المجلس البلدي أن يعالج بها ظاهرة الكلاب الضالة، ليطلق العنان لبعض رعاة الصيد المتهورين باصطياد الكلاب داخل الأزقة والأحياء، غير مبالين بصوت الرصاص وما يخلفه من رعب لدى المواطنين وخاصة الأطفال والمرضى(..). وتناسى المجلس البلدي أن الكلاب تحوم حول الأزبال التي يدفع المواطنين ضرائبها، والذين ضمن لهم الدستور العيش في بيئة سليمة ونظيفة، لهذا اكتفى بتشييد مزبلة لكل حي تكريما لصمته، فقبل مجيء شركة النظافة التي فازت بالصفقة في عهد المجلس السابق بأكثر من 200 مليون سنتيم، لم تكن الأزبال بما هي عليه اليوم.

مشاكل أخرى، تنضاف إلى قائمة المشاكل التي تزخر بها المدينة كغياب المحطة الطرقية وجعل سيارات الأجرة بدون عدادات ولا تعرفة موحدة مناسبة، وعدم ترشيد استغلال محطات وقوف السيارات وسط مركز المدينة، واستيلاء أصحاب المقاهي والمطاعم على الملك العمومي، وهو الأمر الذي يخلف اكتظاظا وعرقلة في المرور(..) فمن المستفيد من كل هذا؟

ولكي لا ننسى، فالقطاع الصحي بالمدينة في حاجة ماسة إلى جرعات دواء لتضميد الخصاص الحاد الذي يعرفه، فهل يعقل ألا تتوفر مدينة بكثافة إيموزار كندر على مستشفى؟ فكلما قصد المريض المركز الصحي من أجل العلاج يجد الأبواب موصدة بسبب غياب الأطر الطبية، والأدوية التي توزع بمبدإ الزبونية(..) كما أن أول شرط يفرض على المريض هو أداء مبلغ 70 درهما مقابل الاستفادة، فقط، من سيارة الإسعاف.

لقد أصبح سكان المنطقة يشكلون استثناء على صعيد الجهة إن لم يكن في المغرب بأكمله، فالحمامات عبارة عن مطارح للقمامات ومحج لجمع الأمراض بأثمنة غير مناسبة(..). هذا بغض النظر عما يتخبط فيه شباب المدينة من عطالة أمام العدد الكبير من مراكز الاصطياف التي تضمها المدينة، والتي نادرا ما تشغل شباب المدينة موسميا في الحراسة، أو في النظافة، أو في البستنة(..).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى