مريرت | هل يتدخل التوفيق لإعادة بناء المسجد الذي صلى فيه أبطال التحرير؟
نظم بعض سكان مريرت عدة وقفات احتجاجية جابت مختلف شوارع المدينة للتنديد بعدم الاكتراث لمطالبهم بإعادة بناء المسجد الكبير، والذي يعد من المعالم التي كانت شاهدة وصامدة في وجه التاريخ خلال سنوات الثلاثينيات، وهي الحقبة التي شيدت فيها رغم أنف المستعمر(..) حيث عرف العديد من الأحداث منها أنه أقيم فيه الحداد خلال نفي السلطان محمد الخامس، وارتاده رجال المقاومة، ورفعت فيه أكف الضراعة للشهداء وأبطال التحرير(..) لكن هذه المعلمة التي أضاءت سماء المدينة لتظهر على مسافة كيلومترات تحولت إلى بناية تتخللها الشقوق والتصدعات من جميع الجوانب(..).
وفي إطار التعليمات السامية الداعية إلى القيام بمعاينات ميدانية لجميع مساجد المملكة والعناية بها، قامت لجنة مشتركة على الصعيد الإقليمي بمعاينة حالة المسجد المذكور، وأعطت تقارير في الموضوع سنة 2011، وعلى إثره تم منع المصلين من أداء الصلاة في الجهة الأمامية للمسجد السالف الذكر، نظرا لوجود تصدعات بما في ذلك الصومعة، وأمام توالي التساقطات المطرية وبفعل عوامل الزمن، أصدرت السلطات تقريرا يمنع المصلين من دخوله وأداء الصلاة فيه بصفة نهائية، لكونه يشكل خطورة على حياتهم، وأنها ستعمل على إعادة النظر في الموضوع وسترسل مهندسا لتقييم الوضع، لكن لا شيء تحقق(..) ليتضح لهم أن الوعود ذهبت أدراج الرياح، وأمام هذا التماطل أدى بعض المحسنين واجبات المهندس الذي قام بتقييم الوضع وأعطى تقريرا مفصلا في ذلك، وأكد من خلاله على ضرورة إعادة بناء المسجد، لتدخل الوزارة على الخط من جديد وتصرح بأنها ستعمل على بنائه ورصدت له ميزانية، وأكدت أنه سيتم الشروع في ذلك خلال سنة 2012، ومرة أخرى لا شيء تحقق(..) الأمر الذي جعل المصلين يوقعون العرائض خلال الموسم الفارط، مطالبين بإعادة رد الاعتبار لهذه المعلمة نظرا لموقع المسجد في قلب المدينة، وبعد طول أمد الانتظار أضحى المصلون يؤدون الصلوات في الأزقة والشوارع، ومحلات منحها المحسنون لتؤدى فيها الصلاة، بعدما طال الإهمال والتهميش هذا الأخير.
واستبشر المواطنون بالبلدة خيرا بعد سماعهم أن المسجد سيتم بناؤه خلال السنة الفارطة، وظل الحال على ما هو عليه لتبقى المندوبية الإقليمية للوزارة الوصية والسلطات المسؤولة تلعب دور المتفرج.
شجيع محمد