جهات

الرباط | النقط السوداء في مقاطعة الدواوير: مقاطعة السويسي

في العاصمة نقط سوداء تلوث وتخدش جمالها، وهذه مقاطعة السويسي، المقاطعة المنسية والتي كان من المفروض ومن المرتقب بأن تكون “سويسرا” الرباط بدلا من السويسي، هذه السويسي الغارقة في المشاكل والتي لم يشفع لها انتماء كبار المنتخبين إلى مقاطعتها، ولا رجال الأعمال والسياسة الذين يمثلونها في الجماعة والجهة والبرلمان. وفي دائرتهم الانتخابية 10 دواوير قصديرية من بينها: خلوية، مرجة، سيدي قاسم الناظوري، السروري، عكراش، الولجة، سيدي حمزة، وابن محمد. هذه الدواوير التي تحيط بها أفخم الفيلات من كل جانب، لم يستلهم كبار المنتخبين حلولا واقتراحات منصفة وعادلة لتخليص دائرتهم الانتخابية من الآفة القصديرية التي تنخر مستقبل تراب المقاطعة برمته، وتعرقل نموها وتطورها، والدليل هذا الجمود الذي يخيم عليها، وهذا “الفقر” العجيب الذي تسلط على مرافق موجودة في كل المقاطعات إلا مقاطعة السيوسي، فلا مدارس ولا مستوصفات، ولا ملاعب، ولا دور للشباب، أو دور للثقافة، ولا أسواق ولا حتى عيادة لطبيب.

مقاطعة بالاسم وعلى الأوراق وبدون مقر إداري، ومقاطعة بمستشارين ورئيس مجلس ونوابه، بسيارات (جابها الله) وتلفونات (فابور) وتعويضات (الله يخلف) ومناصب انتخابية بارزة برواتب مهمة، وكأن هذه “الهميزات” هي كل همهم ومبتغاهم.

هذه مقاطعة السويسي المنسية، وفيها منتخبون يتحملون مسؤوليات وطنية وهم الفاشلين أو المتقاعسين أو المتجاهلين لمشاكل ومعاناة السكان الذين انتخبوهم في دائرة صغيرة، فكيف لهم بأن يحلوا ويقضوا على “مصائب” سكان المملكة، ومنهم مسؤولون في الجهة، ونواب في البرلمان، وحكام في الجماعة.

تتمة المقال بعد الإعلان

فالطرقات محفرة، والإنارة معطوبة، وعلامات التشوير والإشارات الضوئية، والحدائق لم تصل بعد غلى هذه المقاطعة التي تتجرع يوميا سموم الإهمال واللامبالاة حتى أنها تحتضر اليوم في صمت، بينما المنتخبون ينتظرون “انهيارها” ليذرفوا عليها دموع التماسيح، ويجعلون منها عربة لتوصلهم إلى المحطات الانتخابية المقبلة، وهم المسؤولون على مآسيها وتقهقرها وتدحرجها غلى الهاوية. ألم يكن في وسعهم اقتراح عملية إنقاذ؟ وتجنيد معارفهم وشركاتهم وهم الأغنياء والزعماء لإنعاش مقاطعتهم؟ ولو بالتنازل على أراضيهم الشاسعة هناك لإعادة إسكان سكان الدواوير؟ فهذه الأراضي هي سر المعارك الانتخابية ونعتقد هي الهدف لأغلبية الموجودين في المقاطعة الذين يحلمون بتصاميم ومشاريع على تلك الأراضي، فأما السكان فهم في براريكهم مرهونين وآخرين في فيلاتهم محاصرين حتى يقضي بعض المنتخبين ما في أنفسهم مما ينتظرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى