كواليس الأخبار

كيف زال الحاجز النفسي الذي منع مولاي هشام من طبع كتابه 7 سنوات

 باريس. خاص بالأسبوع

       وسط مجموعة محدودة من أصدقاء الأمير مولاي هشام، وفي إطار الرغبة المستعجلة، لما سيتضمنه كتابه الذي سيصدر في 380 صفحة يوم تاسع أبريل المقبل، وأمام رفضه المطلق للحديث عن محتويات هذا الكتاب، الذي قال إن أمه الأميرة لميا وزوجته للا مليكة لم تكونا على علم بمحتوياته، ولا حتى بصدوره، والحصار الذي اتفق مع مدير دار نشر الكتاب، على أن لا تتسرب أية صورة عن هذه المحتويات، بحيث لن يطلع عليه أي أحد(…) مهما كانت وسائله(…).

إلا أن الأمير كشف لأصدقائه سرا من الأسرار الغريبة، وهي أن الكتاب تم تحريره سنة 2007 في أعقاب العملية الجراحية التي أجريت على قلبه سنة 2006 في أحد المستشفيات الأمريكية.. وربما كانت هذه العملية، هي التي أوحت إليه بالكتابة، خصوصا بعد أن أعطاه الأطباء الخبراء، نظرة غير مشجعة، على أثار الجين المتأصل، المتوارث أبا عن جد.. على صحة أفراد عائلة المرحوم محمد الخامس وأجداده، وقد أدخلت على الكتاب بعض التعديلات قبل أن يوضع في الرف، بمعنى أنه قرر عدم إصداره نتيجة ما أسماه الحاجز المعنوي(…)، دون أن يفسر خبايا ودوافع هذا الحاجز، الذي جعله يقرر عدم نشر الكتاب سنة 2007 إلى أن حصل “ما جعله يتجاوز هذا الحاجز المعنوي المانع”.

العنصر الأخير الذي دخل في الموازنة، كان بالتأكيد، هو الحملة الإعلامية التي تم الإيحاء بها(…) سنة 2013، لتشن على مولاي هشام في بعض الصحف المغربية التي كادت تكتب مقالاتها من حجرة واحدة(…).

وأمام إصرار مولاي هشام على عدم نشر أية فكرة عن محتويات هذا الكتاب، الذي وصفه الكاتب الجزائري محمد التواتي، بأنه سيكون له وقع الانفجار(…) إلا أن الصحفية الفرنسية المتحاملة على المغرب، “سارة دنييل”، تكشف أنها على الأقل، اطلعت على فهارس الكتاب، حيث أنها ذكرت أن مولاي هشام، سيكشف الوجه الخفي لبعض الملكيات الشرقية، وخبايا السرايا، ومؤامرات القصور.. وأن الكتاب سينشر كشوفا عن كل عضو في الأسرة الملكية.

كما تتحدث “سارة دانييل” عن أيام الملك الحسن الثاني الذي كان يرغب في تعليق أعدائه من رموش عيونهم، إلى خلفه الملك محمد السادس، “الذي يمارس حكما، هو غير متحمس لممارسته”.

ومرة أخرى يظهر أن مولاي هشام، كان مدفوعا لإنجاز هذا الكتاب، وربما بالرغم منه(…)، حيث أنه يخصص جزءا للتذكير بالحادثة التي جعلته يتحول إلى تضخيم دفاعه عن الديمقراطية، حينما جاءه مبعوثون غداة مبايعة الملك محمد السادس، يطلبون منه أن لا يعود لدخول القصر الملكي، ذلك القصر الذي قضى فيه حياته كلها.

ونعود لجلسة باريس، ومولاي هشام يروي كيف صادفت، في نفس المرحلة مناسبة غير محضرة أخرجت الكتاب من رفه حين التقى مولاي هشام، في إحدى الحفلات، بإحدى السفارات في باريس، مع الناشر الفرنسي، “أوليفيي نورا” مدير دار نشر كراسي، ناشر كتاب “آخر ملك” لكاتبه “جان بيير توكوا”، وربما كانت أول مرة يلتقي فيها مولاي هشام مع صاحب دار النشر كراسي، لأنه عدة مرات، يكرر في حديثه إعجابه بهذا الناشر والذي استدعاه للغذاء معه في اليوم الموالي، ثم اتفقا على أن يحضر مولاي هشام مخطوط كتابه، وكانت سبعمائة صفحة، مكتوبة بخط اليد(…)، ليقول الناشر الفرنسي له بعد يومين: إنه ينشر مائتي كتاب في السنة، ولكنه عندما بدأ قراءة كتاب مولاي هشام، لم يتوقف إلا بعد أن أنهاه.. ليتم الاتفاق عمليا، على طبع الكتاب الأول، ومبدئيا على طبع الكتاب الثاني.. لأن الأمر يتعلق بكتابين لا كتابا واحدا.

ويستمر مولاي هشام، في حديثه، مصرا على ضرب حصار على محتوى الكتاب، ليلمح إلى أن الكتاب عبارة عن مذكرات حياته كشاب أيام الملك الحسن الثاني، ومع الملك محمد السادس، وهما شابان يافعان، وما تسلسل من أحداث سياسية، في قالب تحليلي للأوضاع، مع خيط ناظم(…) بين المراحل كلها يمكن اختصاره – حسب مولاي هشام – في ((حظوظ الملكية في المغرب، على المدى المتوسط والبعيد)).

وعلى عادته يطمئن مولاي هشام أصدقاءه مشيرا بيديه الإثنتين بعلامات الرفض المطلق، لأية نية للدخول في متاهات ردود الفعل، أو الهجمات أو التعاليق الموجهة(…) للكتاب ((لن أدخل في التوافه ولا ردود الفعل، وسأكون وكأنني غير موجود)).

إلا أنه مؤخرا.. وإرضاء للراغبين في التعمق، قرر إنشاء موقع إلكتروني بعنوان: “My Hicham.com” لينشر فيه بعض التوضيحات والوثائق التي قد تساعد على فهم بعض المواضيع.

وعماذا يتوقع الأمير كردود فعل، قال بأنه ((كتب مذكراته بصراحة متناهية(…) وإنه مستعد لكل الاحتمالات، أن يحاكم، أو يمنع من دخول المغرب، أو حتى أن يسجن.. إني مستعد لكل المواجهات)).

إذن لن يوزع الكتاب في المغرب، كما سأله أحد الأصدقاء ليجيب بضحكة عريضة وكان المنع لم يبق سلاحا في وجه الكتاب، مادامت مؤسسات النشر “لافناك” “والأمازون”، أعلنتا عن بيع الكتاب بالأنترنيت، لكل من له جهاز للاستقبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى