المنبر الحر

عبد السلام أحيزون .. جلب المليارات لخزينة الدولة، ولكن ماذا عن تخفيض أسعار الهاتف؟؟

شخصيات مغربية عرفتها:

  بقلم. رمزي صوفيا

——————————–

        من منا لا يعرف القليل أو الكثير عن السيد عبد السلام أحيزون، هذا الرجل العصامي ورجل الأعمال الأمازيغي الذي شق طريقه نحو النجاح الباهر باجتهاد قل نظيره مستقطبا التقدير والإعجاب القريب من الانبهار من كل جهة لشخصيته الكاريزمية التي دفعت به نحو أعلى مرتب المجد منتقلا من نجاح نحو نجاح أكبر وذلك خلال سنوات قليلة.

وقد ولد يوم 20 أبريل 1955، بمنطقة الخزازنة في تيفلت وبدأ مساره المهني في قطاع الاتصالات بعد حصوله على دبلوم مهندس اتصالات من المدرسة العليا للاتصالات في باريس سنة 1977 في سنة 1983 عين مديرا للاتصالات في وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية. وخلال الفترة الممتدة ما بين 1992 و1998 شغل منصب المدير العام للمكتب المغربي للبريد والاتصالات، وجمع بين هذا المنصب وحقيبة وزارة البريد والاتصالات من 1992 إلى 1995، وحقيبة وزارة الاتصالات خلال عامي 1997 و1998. وفي سنة 1998 تم حل «المكتب الوطني للبريد والاتصالات» وتم تعويضه بثلاث مؤسسات هي: «بريد المغرب»، مؤسسة عمومية ذات شخصية معنوية واستقلال مالي، و«الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات»، المكلفة بتنظيم القطاع ومراقبته، وشركة «اتصالات المغرب»، وهي شركة مساهمة. وأصبح أحيزون رئيسا مديرا عاما لـ«اتصالات المغرب» من عام 1998 حتى نهاية عام 2000، ثم رئيسا لمجلس إدارة الشركة منذ فبراير 2001. وتم تعيين أحيزون عضوا في مجلس إدارة مجموعة «فيفاندي يونيفيرسال». وكان أحيزون قبل هذا التعيين يرتبط بمجموعة «فيفاندي» بعقد عمل مؤقت، وكان يساهم بهذه الصفة في صياغة استراتيجيات المجموعة في مجال الاتصالات وفي القطاع المسموع والمرئي. وهو عضو في مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كم أنه عضو في مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة منذ يونيو 2001، وعضو مؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ أبريل 2004، وجمعية للا سلمى لمحاربة السرطان منذ نونبر 2005. وعضو اللجنة التنفيذية لغرفة التجارة الدولية بباريس منذ فبراير 2004، وعضو مجلس إدارة جامعة الأخوين في إفران وذلك منذ أواخر سنة 2003.

وبعد مسار منقطع النظير في عالم التألق وتحقيق الذات وتقديم أفضل الخدمات لبلده، وصل اليوم إلى منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة اتصالات المغرب، شركة الاتصالات الرائدة في المغرب حيث رسم عبد السلام أحيزون، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لـ “اتصالات المغرب”، أفقا ورديا للقطاع في المملكة، مؤكدا أن المجموعة تنهج سياسة استثمارية تكفل لزبنائها الاستفادة من آخر صيحات التقنيات في هذا المجال.

كما اختير ضمن أفضل ثمانية مدراء شركات الاتصال على المستوى العالمي لسنة 2011. كما ترأس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ سنة 2006 حتى هذه السنة.

وقد ساهمت النتائج الإيجابية التي حققتها “اتصالات المغرب” في أربعة بلدان إفريقية هي موريتانيا وبوركينا فاسو فضلا عن مالي، في التخفيف من حدة التراجع في معاملات المجموعة بالمملكة، نظرا لحجم الاستثمارات التي كرستها المجموعة والتي تفوق ثلاثة ملايير درهم بما يفوق مجموع استثمارات باقي الفاعلين في مجال الاتصالات بالمغرب، خلال السنة الفارطة.

وأبرز أحيزون، دور “اتصالات المغرب” كفاعل وطني يبتغي تعميم تقنيات عالية في مجال الاتصالات، مشيرا إلى أن المجموعة التي تتحمل تبعات الاستثمار في قطاعات لا تهدف الربح بقدر ما ترمي الاستجابة لمتطلبات زبناء المجموعة كما هو الشأن بالنسبة للربط المنزلي بشبكة الأنترنيت.

وتحوز “اتصالات المغرب” نسبة 99.95 بالمائة من مجموع سوق “أ دي إس إل” في المغرب، وهو ما عزاه أحيزون إلى “جرأة المجموعة المتمثلة في الاستثمار في قطاع غير مربح بالمرة ولا يستثير منافسي المجموعة”.

وبفضل مجهودات السيد أحيزون وانخراطه التام في التحدي الكبير الذي جعل المغرب من الدول الرائدة في مجال التواصل المعلوماتي فقد بلغ مجموع زبناء الهاتف المحمول لـ “اتصالات المغرب”، في البلدان الإفريقية الأربع مضمومة للمغرب، ما يفوق 37 مليون مشترك، فإن رقم معاملات المجموعة ككل وصل إلى 28.5 مليار درهم ساهمت فيه فروع المجموعة بنسبة 27 في المائة.

ولا ينكر أحد أن ما قام به لبلده خاصة بعد استلامه اتصالات المغرب هو شيء استثنائي، حيث استطاع بدرايته وجهوده أن يحصل على مليارات من الدراهم لسد عجز ميزانية الدولة ونجح في جلب أرقام خيالية آلت إلى ميزانيات الدولة المغربية منذ توليه قطاع الاتصالات حيث عرف بذكاء حاد وتجربة مثمرة بأن قطاع الهاتف وخاصة الخلوي هو مصدر هائل لدرِّ مبالغ ضخمة في صناديق الدولة بعد الثورة الهاتفية والمعلوماتية ونجاح قطاع التواصل اللاسلكي بشكل كبير.

وشخصيا فقد عرفت السيد عبد السلام أحيزون عندما كان مهندسا في وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية عندما كان صديقي الدائم المناضل السيد امحند العنصر وزيرا بهذه الوزارة حيث قدمه لي. وقد لمست يومها ذلك الطموح الكبير والذكاء الثاقب للسيد أحيزون إضافة لصراحته وروحه الوطنية. وبعدها التقيته في عدة مناسبات، فكنت ألمس توثبه لتطوير قطاع التواصل والاتصالات حيث كان لا يتوقف عن التأكيد للمسؤولين ولزملائه من الشخصيات النافذة في المغرب بأن المستقبل كله هو بين يدي التواصل والاتصالات اللاسلكية وأنه سيأتي يوم ستكون فيه المعلوماتية مصدر ثروة تضاهي البترول. وظل السيد عبد السلام أحيزون يخدم وطنه بناء على هذه القناعة وهو متأكد من سلامة اختياره ومن أن تطوير قطاع الاتصالات سيجعل المغرب في مركز قوة.

لقد ذكرنا الشيء الكثير من إيجابيات تدبير السيد أحيزون لقطاع اتصالات المغرب. ولكن هناك الأهم من هذا وذاك، وهو أن الأستاذ أحيزون يعرف قبل أي شخص آخر بأن أسعار المكالمات الهاتفية سواء بالهاتف الثابت أو النقال في المغرب هي مبالغ فيها بشكل لا يتماشى مع مستوى مرتبات المغاربة. وهنا لا بد من طرح سؤال هام: فهناك مثلا دولة مغاربية قريبة جدا من المغرب وهي تونس التي تكلف دقيقة واحدة من الاتصال نحوها 10 دراهم كما أن الاتصالات لدى بقية الدول العربية هي بشكل عام مبالغ فيها أيضا في حين أن الاتصالات في الدول الأوربية أقل تكلفة. فكيف يوافق الأستاذ أحيزون على هذا الغلاء في مكالمات اتصالات المغرب، مع العلم أن قطاع الاتصالات في المغرب هو في حالة مالية ممتازة حسب الإحصائيات الرسمية وحسب الواقع المرئي. ولا بد من أن نذكر بأن الكثير من زبناء اتصالات المغرب يشتكون من ظاهرة انقطاع الخط فجأة في عز المكالمة وكذلك دخول طرف ثالث دائما خلال المكالمة بين اثنين على الهاتف النقال، وهذه أشياء تثير التساؤل والاستغراب والتأويلات…

لهذا فإننا من هذا المنبر نطلب من السيد أحيزون الوطني الغيور على مصالح بلده ومصالح الشعب لمغربي والمقيمين بين الشعب المغربي بأن يصدر التعليمات الضرورية لاستتباب الثقة بين اتصالات المغرب وبين زبنائها. كما عليه أن يصدر تعليماته بإعادة بطاقة اتصالات المغرب التي كانت تباع بمائة درهم وتمنح مكالمات بقيمة مائتين وعشرين درهما.

لكل ما تقدم واعتبارا لأهمية الاتصالات النقالة كمصدر لمداخيل هائلة لفائدة الدولة المغربية فإننا نرجو من السيد عبد السلام أحيزون أخذ كل ما جاء في هذا المقال بعين الاعتبار حفاظا على التقدير والثقة المتبادلة بين اتصالات المغرب وبين زبنائها سواء المغاربة أو الأجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى