عرفت سياسة المغرب الخارجية والداخلية خلال سنة 2017، تحولات كثيرة، كان أبرزها، موافقة قادة الاتحاد الإفريقي، على عودة المغرب إلى حضن المنظمة، ليصبح بذلك العضو رقم 55، بعد 32 سنة من الغياب عن هياكلها، رغم الحرب الناعمة التي واجهت الدبلوماسية المغربية أثناء إعلان عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وتوج انضمام المملكة للاتحاد، بخطاب تاريخي ألقاه الملك محمد السادس بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، عبر من خلاله عن أهمية عودة المملكة لهياكل الاتحاد، وأهمية التكتل في ظل المتغيرات والتهديدات التي تستهدف القارة الإفريقية.
وظل ملف نزاع الصحراء والأمم المتحدة مفتوحا على كافة الاحتمالات، خاصة على مستوى إدارته من طرف الأمم المتحدة، بدءا بتغيير الأمين العام للمنظمة، المثير للجدل، بان كيمون، وتعيين البرتغالي أنطونيو غوتيريس، واستقالة المبعوث الخاص للأمين العام بالصحراء، الأمريكي كريستوفر روس وتعيين خليفة له، في شخص الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، وإعفاء رئيسة البعثة الأممية الخاصة بنزاع الصحراء “المينورسو”، الكندية كيم بولدوك، وتعيين مواطنها ستيوارت كولن، بهدف إعطاء دفعة جديدة لمسار التسوية الذي لم يبارح مكانته بسبب سياسة الجزائر والبوليساريو، وشهدت السنة التي انقضت قبل أيام أيضا، توترات بمنطقة “الكركرات”، وخرق اتفاقية وقف إطلاق النار، مما جعل الأمم المتحدة على فوهة بركان.
وعلى مستوى العلاقات مع موريتانيا، فقد سارع المغرب إلى تعيين حميد شبار سفيرا بنواكشوط، بهدف إعادة المياه إلى مجاريها، وهو ما جعل الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، يصدر أوامره بتعيين محمد الأمين ولد آبي، سفيرا لموريتانيا بالعاصمة الرباط، ليكون بمثابة رأب الصدع الذي أحدثته السياسة المزاجية لأزيد من خمس سنوات.
وعرفت 2017 كذلك، متابعة واهتماما كبيرا بمحاكمة معتقلي أحداث مخيم “إكديم إزيك”، بعد إصدار ملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا، قرارها النهائي بشأن المتهمين، بعد مداولات شاقة ومضنية، وجلسات متعددة ومريرة، أفضت إلى أحكام متفاوتة، اعتبرها الأضناء قاسية في حقهم، فيما يبقى تعثر المشاريع الملكية على مستوى التنمية بالأقاليم الصحراوية، الحدث الأبرز، إثر شد الحبل ومواصلة “البلوكاج” التنموي بمجلس جهة كلميم واد نون، رغم أن وزارة الداخلية، نجحت في عقد اجتماع لجنة القيادة والمصادقة على المشاريع الملكية بمسطرة قانونية، وأرخت بظلالها على الشأن السياسي بالجهة بعد أن أعطى رؤساء وأعضاء مجالس جهتي العيون والداخلة، درسا في سياسة الدفاع عن مصالح الساكنة، ومن بين أهم أحداث الداخلة، احتضانها لمنتدى “كرانس مونتانا” الذي لم تنجح جبهة البوليساريو في توقيفه أو إفشاله، ولأول مرة، يتم انتخاب أربعة صحراويين دفعة واحدة في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال التي قلب فيها حمدي ولد الرشيد الطاولة على حميد شباط.