الرأي

كرونيك | البداية من 2018.. جميعا من أجل قانون يمنع تحرش الزوج بزوجته

بقلم: سعيد الريحاني

  الآن، وبعد أن وصل التفوق الحضاري أوجه بفرض ضريبة على الراجلين الذين يخالفون قانون السير، لابد أن ننتقل إلى قوانين أكثر عمقا، قادرة على مواكبة مشاكل الحياة اليومية من الداخل، فالكل يعلم ما تعانيه أخواتنا “النساء” المحتجزات داخل “بيوت العار”، حيث يستفرد الزوج بقضاء كافة الأغراض خارج البيت، بل إنه يتمادى في تطاوله، عندما يسمح لنفسه بأن يشرب قهوة مع أصدقائه دون حضور زوجته، والأنكى من ذلك أن مصروف القهوة يتم اقتطاعه بشكل غير قانوني من مدخول البيت، دون إذن ربة البيت في بعض الحالات.

أما أنت سيدتي “المعنفة” وغير المعنفة، أقصد تلك المرأة التي حكمت عليها ظروف الحياة بأن تشتغل، وبأن تشق طريقها العملي وحدها، لاشك أنك تعرفين أكثر من غيرك أنه لا قيمة للرجل في هذه الحياة، فهو سيقوم ببساطة بتعكير صفو مزاجك كل يوم، سيسترق النظر إلى هاتفك في كل مرة تردين فيها على أصدقائك، وسيسألك بوقاحة من المتصل.. لاشك أنك تعلمين أكثر من غيرك عقد الزواج، ليس شيكا توقعينه على بياض من أجل رجل، خاصة أنك تحملت منذ سنوات عناء الحياة بمفردك من سنوات الدراسة القاسية إلى اليوم.. هل يعقل أن تخضعي لنزوات رجل متطفل يسألك بوقاحة: إلى أين أنت ذاهبة؟

تتمة المقال تحت الإعلان

الآن بعد تجريم الإغتصاب الزوجي، في بعض الدول، يمكنك أن تنتقلي إلى معركة أكبر، يجب أن تطالبي بقانون يمنع تحرش الزوج بزوجته، فزوجك مثله مثل أي رجل آخر من الشارع، عليه أن لا ينظر إليك بشكل مثير في غرفة النوم رغم أنك ترتدين ملابس شفافة، وهذا من حقك.. من حقك أيضا أن تخرجي بهذه الملابس إلى الشارع، وما يسري على زوجك يسري على الرجال الآخرين.. فالرجال سواسية أمام القانون.

لا شك أنك تتسائلين، كيف يمكن إثبات واقعة التحرش داخل البيت؟ الأمر سهل يمكنك أن توثقي ذلك بكاميرا هاتفك النقال دون حاجة إلى إذن النيابة العامة، يمكنك أيضا الإستعانة بالشهود، والمطالبة بحضور عون قضائي لتحرير محضر بالواقعة، يتم تقديمه فيما بعد للمحكمة.. ولاشك أن القضاء سيمنحك ظروف التخفيف..

لا تتنازلي سيدتي، خاصة أن عددا كبيرا من البرلمانيين والبرلمانيات سيقفون إلى صفك، وسيعملون على إخراج قانون يمنع تحرش زوجك بك، إلى حيز الوجود في أقرب وقت، فالكل يعرف أن الرجل تجاوز كل حدود اللياقة، بشروطه الغير قابلة للتطبيق، يجب أن تكون سنة 2018، سنة للقطع مع ذلك النوع من الرجال الذي يشترط على زوجته التفرغ لتربية الأبناء، لأن تربية الأبناء لا ترتبط بالأم فقط، فضلا عن أن مهنة “مربية” أصبحت مستقلة بذاتها، ويمكن وضع الأطفال بكل بساطة في حضانة طيلة اليوم واستلامهم بالليل، أو في اليوم الموالي في بعض الحالات..

تتمة المقال تحت الإعلان

يجب أن تعلمي أن “حقوق المرأة” وحدة غير قابلة للتجزيء، وأن الحق يؤخذ بالقوة، لذلك لا تسمحي من الآن لزوجك بأن يتجاوز حدوده، سواء داخل البيت أو خارجه، وما يسري على الرجال الغرباء يجب أن يسري عليه، إذ لا يعقل أن يكون هناك قانون يمنع التحرش خارج البيت وأن تعانين من التحرش داخل البيت في صمت.. سنة سعيدة سيدتي، ودام لك النضال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى