بالرغم من الملايير المرصودة : الرباط بين الأحياء الشعبية القاحلة والأحياء الراقية الخضراء

للجماعة قسم للأغراس والمناطق الخضراء، وقسم للمحافظة على البيئة، وتحت تصرفها إمكانيات مادية وبشرية تقدر بالملايير سنويا، وها هي الرباط أمامكم بتلوثها القاتل، وبيئتها الملطخة بكل أنواع أدخنة المحركات ومستودعات الأزبال والقاذورات ومستنقعات المياه العديمة ومخلفات الباعة و”كراجات” إصلاح السيارات وصباغتها، وهذه الكوارث كلها متواجدة في الأحياء الشعبية من المدينة العتيقة وحسان إلى يعقوب المنصور، وجزء من أكدال، واليوسفية، والتقدم، والنهضة، والمعاضيد، والمحاريك، والدوم.
وفي الرباط حدائق، ولكنها في ملكية مندوبية الغابات، مثل نزهة حسان ونزهة ابن سينا وحدائق التجارب وكلها متواضعة من حيث التجهيزات والأغراس والأشجار، والمرافق الضرورية مثل المراحيض والماء الشروب. فأما حدائق الجماعة بالرغم من قلتها فإنها في حالة من التقهقر والتردي والإهمال مثل حديقة الكفاح، وحديقة الشبانات، وحديقة شارع الجيش الملكي، والغابة الوحيدة الكائنة بجوار حي المنزه بيعقوب المنصور، والحديقة المقفلة بشارع محمد اليزيدي، والحديقة المهملة بشارع صومعة حسان والمنطقة الخضراء بساحة الاوداية، والحديقة المهجورة بزاوية شارع محمد السادس وشارع حمان الفطواكي، والمناطق الخضراء المهملة بشارع عبد الرحيم بوعبيد إلخ(..).
وتعالوا إلى الأحياء البيئسة لتعاينوا شوارعها الرئيسية بدون تشجير، هذا التشجير الذي رصدت من أجله الملايير، ونعتقد بأن هذه الملايير بصدد البحث عن أشجارها، وحتى الأغراس التي علقت على أعمدة بشوارع الإمام مالك وأزيلال، ذبلت ثم اختفت، وكنا نعتقد بأنها ستعمم في المدينة القديمة القاحلة الجرداء التي لا شجرة فيها ولا نبات.
فمدينة الرباط هي في الواقع مدينتان نسبة 80% من سكانها يعيشون في مدينة ملوثة وقاحلة، و20% يتمتعون بمناطق خضراء يافعة تسر الناظرين، وحتى تشجير الأشجار والأغراس يتم بطريقة وعشوائية وفوضوية على يد عمال من “الموقف” في حين أن العملية تتطلب هندسية وجمالية وإبداعية وفنية، وليست عملية قطع و”تقزيب” وتشويه. ونوصي قسم الأغراس بأن يتواضع ويطلب من قسم أغراس جماعة مراكش نصائح وإرشادات وتقنيات لمعالجة وصيانة المناطق الخضراء للعاصمة، كما هو موجود في مدينة النخيل.
وعلى قسم البيئة اقتراح الأغراس التي تقلل من التلوث وتصمد أمام رياح الساحل في شارعي جازوليط والسايح.