الرأي

كرونيك | شهادة حسن السيرة في الفساد.. كيف تأكل الكتف بدون معلم  

بقلم: سعيد الريحاني

“المفسد الوطني”، سواء كان تاجر رقيق، أو تاجر غبار، أو متخصص في الوساطة بين أصحاب الصفقات الكبرى، الذين يسهرون بدون حساب ويصدقون على الفقراء بدون حساب.. هو ذلك المفسد المطلوب، فهو ذلك الشخص الذي يرفع نسبة المشاركة في الإنتخابات، وهو الذي يجند المتظاهرين حسب الطلب، في الوقت المناسب.. هو نفسه الذي يحاول اليوم أن يفسر لنا “الزلزال السياسي” بطريقته، في تحايل واضح على الملك والشعب.

لا تشغل (ي) نفسك بالنضال الخبزي، والنظريات العمودية والأفقية، لا تنظر إلى قطعة الرغيف، التي يتحدث عنها الكتاب الفقراء في رواياتهم، اذهب رأسا إلى المخبزة، فكر في توزيع الخبز مقابل العمولة.. إذا كنت تمارس السياسة لابأس أن تحرك “ذيلك” أمام الأمين العام وأولياء نعمته، دعك من الشعارات واجتهد في العبودية، وستصبح موظفا في 6 أشهر، اقترب من الأمين العام وستحصل على ماستر في العلوم السياسية، وقد تصبح أستاذا في الجامعة.. لا تكن غبيا، ابتعد عن الواجهة وكن من جنود في الخفاء، خفافيش الظلام، وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه وزيرا بعد الإنقلاب على ولي نعمتك، الذي انقلب هو الآخر عمن سبقوه.. حتما ستوقع معه اتفاقا جديدا.

تتمة المقال تحت الإعلان

سيدتي، سواء تعلق الأمر بالحزب النضالي، الذي تقرع فيه الرؤوس، أو الحزب الإداري الذي تقرع فيه الكؤوس، كوني ذكية، ولن تحتاجي لمنحة الدولة من أجل متابعة الدراسة.. وكوني تلميذة مطيعة، لأولئك النسوة اللواتي سبقنك في الحرفة، فهن يعرفن جيدا مزاج الأمين العام، وحوارييه، أكثر منك، بل ويجدن ابتزازه.. كوني أنت المتنفس للجميع، دعي أعضاء المكتب السياسي يشعرون بشبابهم برفقتك، ودعي النسوة يتذكرن أمجادهن في حضرتك، وستحصلين على مقعد في اللائحة الوطنية للشباب أو النساء.. عذرا سيدتي أنا لا أتحدث عن حفيدة القيادية في الحزب، فكلتاهما تعرفان من أين يؤكل الحزب.

سيدي، سيدتي، أمامكم عدة خيارات لتكونوا مفسدين محترمين في نظر الشارع، ابحثوا عن طرق للحصول على التمويل الأجنبي، بغطاء حقوق الإنسان، أو العمل التنموي، يمكنكم كذلك تربية أنواع نادرة من السلاحف، بدعوى حمايتها من الإنقراض، المهم هو الحصول على التمويل..

تذكر (ي)، قد تحصل على كل الشواهد، لكنها تبقى غير ذات قيمة، طالما أنها لم تكن مرفوقة، بشهادة “حسن السيرة في الفساد”، التي توقع ب”العطف” من طرف مفسد كبير، دعك من المهن النبيلة، لا تفكر أن تكون معلما أو طبيبا أو صحفيا.. طالب بحقك في الريع، واصنع طريقك نحو المجد.. ولا تشغل نفسك بالوطن فهناك ملايين المغفلين، الذين يسهرون على صيانة الثوابت بدون مقابل، كن ابن من شئت واكتسب شهادة يغنيك محمودها عن الفقر (مع اعتذاري للراحل الحجاج)..

تتمة المقال تحت الإعلان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى