الأخطاء اللغوية في التلفزة المغربية
لا يخفى على أحد أن لقواعد اللغة العربية أهمية خاصة حيث يتوصل بواسطتها إلى مفهوم ودلالة ومبادئ اللغة العربية الفصحى العزيزة، إلا أن – مع الأسف- بعض مقدمي ومقدمات الأخبار المرئية يرتكبون بعض الأخطاء النحوية والصرفية(..) ففي بعض نشرات أخبار شاشتنا المرئية المحترمة وكذلك بعض البرامج الثقافية والفنية والرياضية: يتقدم “المفعول” به في الجملة فيرفع، ويتأخر الفاعل فينصب ولا ذنب لهما إلا اضطرارهما على التقديم أو التأخير أحيانا في سياق الجملة العربية الفصيحة(..) كما يصرف الممنوع من الصرف(..) ويمنع الاسم المتصرف، وأن كلمة أو اسم على وزن أفعال لـ”شاهد عيان” على ذلك حيث يمنعون من الصرف كل كلمة أو اسم على وزن أفعال في جل النشرات الإخبارية ولو لم يكن هذا الاسم مختوما بهمزة الجمع(..) بالإضافة إلى نصب المضاف ٳليه وجمع المؤنث السالم، وتذكير وتأنيث العدد كما يشاءون خصوصا ٳذا كان هذا العدد مركبا(..) أما إعراب الظروف أو ما ينوب عنها فحدث ولا حرج، وسأكتفي بمثال يتكرر مرات عديدة في النشرات الإخبارية وفي جل القنوات العربية وهو ما يتعلق بكلمة “نحو” المنصوبة والمضافة حيث تعرب نائب ظرف زمان إذا أضيفت إلى اسم دال على مكان، أو نائب ظرف زمان ٳذا أضيفت إلى اسم يدل على زمان: وهنا تفتح دائما بالفتحة الظاهرة كما تعرب مفعولا مطلقا منصوبا بالفتحة مثل: “المنادى العلم يبنى على ما يرفع به نحو: يا إبراهيم انتبه”، فكلمة “نحو” هذه لا تجر ٳلا في حالة واحدة فقط: ٳذا سبقت بحرف جر أو عند الضرورة خصوصا في الشعر مثل ما جاء على لسان العدد:
أُبْنَى على فتح الجزأين ٳذا كنتُ عددا مركبا في “نحو”: زارنا خمسة عشر نحويا.
وأرجو أن تجد هذه الملاحظات الموجزة التي هي غيض من فيض آذانا صاغية علنا نشفق على المتفرجين والمتفرجات المتعلمين والمتعلمات كي لا تختلط عليهم الأمور(..).
نعم، لا ننكر أن هناك اجتهادا وابتكارا ولكن ليس على حساب النحو والصرف العربيين.
إبراهيم بن منصور قمشة (أمزميز)