الأسبوع الرياضي

رياضة | المدرب الزاكي يرد على خصومه بالفوز بكأس الجزائر

إعداد: كريم إدبهي

… العديد منهم، أي خصومه، حكموا عليه بـ “الإعدام” والموت الرياضي، خاصة بعد إقالته من تدريب المنتخب الوطني في ظروف مازالت غامضة وغير مفهومة، فيما البعض الآخر، سرب أخبارا خاطئة وكاذبة تمس حياته الشخصية وأنشطته المهنية.

إنه المدرب بادو الزاكي الذي كعادته، لم يستسلم، ولم يعر أي اهتمام لأعدائه وما أكثرهم، ولكل من شكك في قدراته الكروية وقوة شخصيته.

اختفى بعض الوقت إلى أن مرت العاصفة، وتيقن من وضعوا له الأشواك في طريقه، بأن الرجل قد انتهى، ولم يعد قادرا على ممارسة مهنة التدريب، ليفاجأ الجميع، بعد أن حزم حقائبه وحط الرحال بالجزائر للإشراف على تدريب فريق شباب بلوزداد الذي كان وقتها قابعا في المراتب الأخيرة في البطولة الجزائرية، والذي كان غارقا في العديد من المشاكل.

بعد هذه الخطوة الجريئة، التي اعتبرها البعض مغامرة خطيرة، بل نهاية درامية لمدرب أغلقت كل الأبواب في وجهه، نجح الزاكي في مهمته مع العلم أن المقربين منه يعرفون جيدا بأنه رجل التحديات، ولا يعرف مصطلح المستحيل.

رفض الزاكي العديد من العروض التي توصل بها من خارج المغرب، لأنه كان ينتظر مثل هذه الفرصة التي منحت له، وهي تدريب فريق يصارع من أجل النجاة، ليبرهن للجميع عن كفاءته، فكان له ذلك.

التحق بفريق بلوزداد واستطاع في ظرف وجيز، أن يعيد للاعبيه الثقة المفقودة، فزرع فيهم روح القتالية بعد أن اقتنع بقدراتهم، وآمن كذلك بحظوظهم في البقاء ضمن قسم الكبار.

بادو الزاكي تحدى كل الصعاب التي واجهته وعاد بهذا الفريق الذي كان بالأمس القريب، أكبر المرشحين لمغادرة القسم الأول، عاد به من بعيد، وأصبح يحقق الانتصار تلو الآخر، ليضمن في نهاية المطاف مكانته في قسم الصفوة.

الزاكي وكعادته، لم يكتف بهذه المغامرة (البطولة الوطنية)، والتي تعتبر إنجازا كبيرا، بل وعد محيطه بالذهاب بعيدا في مسابقة كأس الجزائر، بالرغم من أن هدف المسؤولين عن الفريق، كان هو البقاء في القسم الأول، لكن تجربة الزاكي وإصراره الكبير، شجعاه على تجاوز العديد من الفرق العريقة التي كانت مرشحة للفوز بهذا اللقب، آخرها كان فريق وفاق سطيف الذي استسلم في مباراة النهاية، وانهزم أمام شباب بلوزداد.

الوزير الأول الجزائري، وحين مرور المدرب الزاكي أمامه للسلام عليه أثناء تسليم الميداليات والكأس، وعندما أبدى استعداده لتحقيق كل طلبات المدرب المغربي، هذا الأخير طلب منه فقط، فتح الحدود المغربية الجزائرية لتكتمل فرحة الشعبين الشقيقين.

طلب وجيه فتح العديد من النقاشات، واستحسنه المغاربة وأيضا الجزائريون الذين يعانون من العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بسبب تعنت وجبروت جنرالات بلدهم.

المدرب الزاكي عاد بذاكرتنا إلى أكثر من نصف قرن مضى، حينما رحب رئيس الجمهورية الفرنسية بنجم الوداد السابق وهداف بوردو، المرحوم عبد السلام، الذي طلب من الرئيس الفرنسي خلال نهاية كأس فرنسا، عودة المغفور له محمد الخامس من المنفى.

رحم الله عبد السلام، وهنيئا لبادو الزاكي بهذا اللقب الذي يعتبر أول إنجاز لمدرب مغربي على الأراضي الجزائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى